الاثنين، 1 يونيو 2020

فيديو حصري للواء الدكتور فاضل البراك خلال اجتماع مع شعبة تركيا في المخابرات العراقية زمن صدام حسين


فاضل البراك

فيديو نادر للواء فاضل البراك مدير جهاز المخابرات في زمن صدام حسين يجري اختبار لضباط المحطات




فيديو نادر للواء فاضل البراك مدير جهاز المخابرات في زمن صدام حسين يجري اختبار لضباط المحطات

فاضل البراك ولجنة الإنسحاب من الكويت دكتور كاظم هاشم نعمه

فاضل البراك

فاضل البراك مع الامير تركي الفيصل

يوميات الدكتور كاظم هاشم نعمة بشأن لجنة الإنسحاب من الكويت:

 أمر الرئيس بتشكيل اللجنة3 و 4

فاضل البراك أعتمد أسلوباً مختلفاً في إدارة اللجنة عن سابقيه حاتم العزاوي وصادق شعبان

في الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن بعض الاحداث ذات الصلة بحرب الكويت، وعن وجود لجنة خاصة لم يعلن عنها، امر شخصياً بتشكيلها الرئيس صدام حسين، ترتبط به مباشرة، خلال السنة الاخيرة من الحرب العراقية الإيرانية. واللجنة تتألف من اربعة اعضاء اثنان دبلوماسيان هما الاستاذ عبد الملك ياسين وكيل وزير الخارجية الاسبق و الاستاذ عبد الحسين الجمالي رحمه الله، وكيل وزارة الخارجية الاسبق والاستاذان الاكاديميان الدكتور صادق الاسود رحمه الله والدكتور كاظم هاشم نعمة .

وقد اقترحت اللجنة الانسحاب من الكويت، لكن ملابسات كثيرة اعاقت أن يفضي المقترح الى التنفيذ.  واثراءً لما تم كشفه يتناول الاستاذ الدكتور كاظم هاشم نعمة، عضو تلك اللجنة بالتوضيح، ما تلازم مع تلك التطورات التي تطرق لها البعض وقرأوا فيها ما ليس منها، فترتب على ذلك تفسيرات مختلفة، منها انها كانت من بين الاسباب وراء اعدام الدكتور فاضل البراك رئيس اللجنة وغيرها. وفيما يلي الجزءان الثالث والرابع من اليوميات.

{ لم يكن لطارق عزيز ميسرة او ميمنة ليناور بها في الحرب الإيرانية

{ الرئيس صدام لم يعر للحزبية والمذهبية اهمية عند إختيار أعضاء اللجنة

{عبارة حفظه الله المستخدمة في الإعلام تنزّه الرئيس بالنسبة للمتملقين وتنطوي على قدسية واجبة الإتباع

{ البراك يمتلك ذاكرة جيدة وواسع الإطلاع . وامتعاض القذافي منه  سببه عدم تسجيل ملاحظات الجلسة

{عندما ترقيت إلى الأستاذية باغتنا البراك بزيارة وجرى جدل أكاديمي في قضايا عدة

{الخارجية لم تكن على علم بوجود لجنة تخوض في السياسة الخارجية تشكلت بأمر الرئيس وطارق عزيز حاول ضمها اليه

{الرئيس صدام طلب مني دراسة عن تأثيرات تفكك الإتحاد السوفيتي وأرسل قصاصة بهذا الشأن بيد البراك

تمثل امام ناظري السؤال الكبير لماذا قرر الرئيس تشكيل هذه اللجنة؟ وهو سؤال لا بد من أن يأتي عليه أي امرىء يجد نفسه في الحالة التي وجدت نفسي فيها دون قصد. ثمة أجوبة محتملة. إن تشكيل اللجنة في مرحلة متاخرة من الحرب قد يفيد بأنه كان يريد أن يتعرف على أراء غير تلك التي كانت تعرض عليه أو هي من بنات فكره، بيد أن هذا يعني إنه كان في قرارة نفسه يرى أن مدركاته للحرب وتطوراتها لا تزال فيها فجوات فلا مفر من ردمها بالاستعانة بخبرات ونظرات وعقول غير التي تلازمت مع الحرب منذ اندلاعها. وقد يكون إنه قد بلغ قناعة بأن ما تقدمه الجهات ذات الصلة بالجوانب السياسية من معلومات لم يعد بين يديها من حلول إبداعية للتعامل مع الاختناقات في الجهود البلوماسية والسياسية في تدبر الحرب. والراي عندي إن هذا حاصل يقينا. لقد كانت المعالجات صدى لما يفعله ويقوله ويدركه.

لقد استنفدت منابع التفكير في الخيارات في العملية السياسية لإدارة الحرب. فقد طُرقت جلُ الابواب العربية والدولية ولم تات بإيران إلى طاولة المفاوضات. ومما لا ريب فيه إن الخارجية، بل لنقل أن طارق عزيز هو المنافح في هذا الميدان وليس لديه ميسرة وميمنة ليناور بها. بيد إنه ليس من المنطق أن يكون أربعة متخصصين قادرين على أن يأتوا بما لا تأتي به جهات مثل الخارجية وجهاز المخابرات والحزب وكذلك الدائرة السياسية في الرئاسة والروافد الأخرى من الخارج. لقد زجت جميع الكيانات الخارجية في اقناع إيران للجلوس عند الطاولة ولم تثمر. فقد كان هناك مبادرات فردية من زعماء ورؤساء ومنظمات إقليمية واسلامية ونشطاء ووسطاء.

أعتقد أنه كان قد بلغ مرحلة من اليأس في إيجاد صيغة لإنهاء الحرب فقد أنهكت البلد ولم يعد هناك من أفق واحتمال لبلوغ النصر العسكري فكان يبحث عن مخارج اضافية قد تاتي بها اللجنة. ولا استبعد أنه أرادها كذلك. فقد أخبرنا حاتم العزاوي أن اللجنة تعمل باستقلال عن التاثيرات الخارجية. وإنها خاصة للرئيس. ولا يطلع على عملها سواه. وإن اللجنة سوف لن تكون علنية. ولا يصدر فيها قرار رسمي. كما إنه لم يتطرق إلى أي مكافأة مقابل جهودنا ربما لنكون اكثر حرية في غبداء الراي، طالما ان ليس هناك ما يدفعنا للحرص على تلك المكافاة.

لماذا لم يأمر بتشكيل لجنة من الوزراء الذين شغلوا منصب وزير الخارجية ووكلاء الوزارة ومن الحزبيين الذين واكبوا تطورات الحرب وعملوا في تنفيذ السياسة الخارجية العراقية؟ الراي عندي إن مثل هذه اللجنة سوف تكون صدى لإفكاره فقد جرت العادة أن لا يحيد أحد ممن كان قد تراكمت لديه من قناعات بأن هذه السياسة التي تعتمد في تصريف سياسة الحرب إنما هو المطلوب والمرغوب فيه، ولا اظن أن احدا يجرأ على أن يدلي بدلو غير ذاك الذي أخذ سياقه. النصر قادم. التدبر حكيم. والفرج قريب. لقد تولدت ظاهرة الاتكال على ما يأخذ الرئيس من قرارات. هذه هو داء المركزية الذي لا دواء له. غرفة نوافذها مغلقة على من فيها. وهو وحده. وقد يكون معه البعض ولكنهم لا يشاركونه لإنه لا يشاطرهم الفكر والفعل.

لماذا أعضاء اللجنة غير متساوية من حيث الانتماء المذهبي؟ سؤال قد يحسبه البعض ليس بذي مغزى، وله الحق في ذلك، ولكن لأأخذ بيده إلى تفرعات هذا السؤال.وهذه مسألة ذات دلالات عديدة. لقد كنا ثلاثة من الشيعة هم عبد الحسين الجمالي ودكتور صادق الأسود وأنا.. أي ثلاثة مقابل واحد. يؤشر هذا إلى إن الرئيس لم يعر للمذهبية أهمية في دور حساس كهذا. وربما إنه كان مطمئنا إلى إن ليس من بيننا الذي يتلون فكره باعتباراتت مذهبية.  وقد يكون الأمر في إنه كان يرمي إلى معرفة ما يقدمه الشيعة من نصح في الحرب ضد إيران. وهذا رأي ضعيف لأنه ليس به حاجة ألى التثبت من موقف الشيعة. فقد كانوا وقودها في الميدان لإنهم هم العامود الفقري والمعين للقوات المسلحة تاريخيا من جميع الصنوف والمراتب ما عدا الضباط. فقد كانت حصتهم من الضباط بكل المراتب لا تتناسب مع الكتلة السكانية من ناحية وبعددهم في الجملة من الناحية الثانية من خريجي الثانوية.

القولُ “بما لا تشتهي السفنُ” وربانُها

في بداية عمل اللجنة كان حدسي إن الرئيس أراد أن تنتهي إليه أراء مستقلة. وهذا هو الراجح عندي. ولهذه الاسباب في تقديري.

 السبب الأول، إننا الثلاثة ليس لديهم ارتباطات حزبية حسب علمي ولربما أن عبد الملك ياسين هو الوحيد الذي له علاقات بالحزب في مرحلة من حياته. ويغلب اليقين عندي على الشك في كون الجمالي حزبي فهو من السلك الدبلوماسي التقليدي الحرفي منذ نهاية الاربعينات وعمل في الخارجية تحت جميع أنظمة الحكم، أما صادق الأسود فليس بعثيا. كانت افكاره أكثر يسارية كما كان يُشم منها في طروحاته. أما أنا فقد مررت بمراحل العمل الوطني، أي أنني ليس بعثيا في الاساس، بل مستقل، اغرف من ادبيات متنوعة تتلون بإيديلوجيات ولكنها واقعية وحذرة،  ثم أصبحت مؤيدا لسنين ثم رقوني بقرار منهم إلى نصير. وهذا ديدن كل من هو ليس بعثيا بالانتماء عن قصد وهم الاكثرية.

والسبب الثاني، إن عمل اللجنة لم توضع له توجيهات من الرئيس أو من رئيس اللجنة. وهذا أمر شديد الخطورة والخطر. فقد ترك الأمر لها في تدبير شؤؤنها من حيث اللقاءات والحوارات والاقتراحات. وهذه علامة عافية في عمل اللجان الاستشارية. فليس من المنطق أن يتم تشكيل لجنة ثم توضع لها المسارات والحدود والسقوف والممنوعات والمسموحات والمحرمات، خاصة ونحن قد تمت تنشئتنا على  تلك اللافتات ” ممنوع الدخول منعا باتا بأمر المدير”. ومع ذلك، لم يكن لها حرية طلب المعلومات بشان القضايا التي تدرسها، بمعنى انها تُركت لتعوم في مياه غير محددة.  ولم يُقرر من هو الربان. وهذه هفوة. ويقع بعض منها على اعضاء اللجنة إذ لم يتقدموا بطلب إلى جهة معينة لمدها بمعلومات. والأمر الذي حال بيمها وبين ذلك إن اللجنة ليس لها عنوان و لا صفة رسمية ولا مكتب ولا سكرتيارية. والكثر من هذا إنها لجنة  غير معلن عنها، فلا تستطيع مفاتحة جهة ما بأسمها.

ثانيا، لم يكن تصورنا بأننا نكتب دراسات، بل نقدم افكاراً ابداعية ليس كتلك التي تتداولها الجهات الرسمية في تفسير مواقفها، فتمجد ما تفعل، وتغالي في انجازها، وتبرر تعثرها. والتفسير غير التبرير.

 ثالثا،، لم يُطلب منا أن يكون الراي بمبدأ الاغلبية في ترجيح الرأي الاستشاري، لذلك كان أمامنا أن نعمل بالتوافق وفي هذا الاسلوب من العمل بعض العيوب. أولاً، لا يحظى الراي المختلف بالتاييد من الآخرين إلا بعد مشقة الاقناع. ثانيا، لم نحبذ أن نصبح فريقين في التفكير بل حرصنا على الانسجامية. فنحن اربعة ولا يصح أن يكون ثلاثة مقابل واحد، ومع ذلك، كان يقع أن نختلف ونأتي على ذلك بالقول ” وهناك وجهة نظر اخرى.” وهنا يأتي دور رئيس اللجنة. وهذا أمر منوط بما لديه أن يزيد وينقص. ولا تصح المقارنة بين  فاضل وسبعاوي. ماءان في إنائين، وليس ماءً واحدا في إنائين. ومغرفتان مختلفتان.

السبب الثالث، إن اعضاء اللجنة ليس من الحزبيين فليس على قولهم رقيبٌ أو يخشون من توجيهات حزبية أو تراكمت لديهم عادة المخافة من العواقب المترتبة على الخروج على الخطوط الحمر وهي كثيرة.

والسبب الرابع، إن اللجنة لم يكن عليها قيود على حرية التفكير. وهذه الحرية مسألة مهمة جدا في العمل الاستشاري. إن غياب الحرية في التفكير يضيق على صاحب الرأي أفقه في النظر. وكذلك يصبح محبطا لأن الفكرة الواحدة يلوكها ويهضمها الاعضاء. وإن الحرص على الانسجام يغلب على أهمية الاختلاف. لذلك يصبح التفكير في القواسم المشتركة وليس المختلفة ومن ثم الترجيح بينها بعقلانية ومنطق ان هذا هو الراي الصائب وفي الغالب إنه ليس كذلك. لقد كان في وسع أي عضو منا أن يجلب الانتباه الى مسالة في السياسة الخارجية ثم يثار فيها النقاش وتخلص إلى بلورة رأي يرفع الى الرئاسة عبر رئيس اللجنة.

فاضل البراك مع وفد غربي


لقد كانت مسألة حرية التفكير تشغلني لإني كنت أخشى أن ما نقوله قد يترتب عليه تقييم سلبي وله عواقب غير حميدة. فطلبت شخصيا من الدكتور فاضل البراك أن يستوضح الأمر من الرئاسة نفسها وليس باجتهاده الشخصي. أخبرني أن الجواب كان مباشرا “إن الرئيس يريد للجنة أن تفكر في هواء طلق فيه اوكسجين بنسبة مئة بالمئة”. كانت هذه عبارة مباغتة بالنسبة لي. أحقا يريد الرئيس أن يسمع آراءَ ترفع إليه ويأخذ بها ؟ لقد اعطت هذه الملاحظة لي الفرصة لقول “بما لا تشتهي السفن” بقدر المستطاع وليس المسرف في التنعم بهذه الحرية ” والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم  يقتروا وكان بين ذلك قواما”.

في العادة دأبنا خلال السنين نحن الذين يسهمون في النشاط الاعلامي كل من حقل اختصا أن نكتب ونحلل بما يروق للسلطة. والحقيقة إن المناخ السياسي قد خلق في داخل كل واحد منا شرطياً للسلطة يلحظ كل فكرة قد يراها واجبة الذكر من دونه. فلقد ابتدع الكتاب في الاعلام عبارة ” حفظه الله” عندما تأتي على ذكر الرئيس وهي دالة على الولاء له وللسلطة، كما إنها نوع من التنزيه، بل لربما عند المتملقين ذات قدسية واجبة الاتباع. وكنت احرص على ان أعفي نفسي قدر المستطاع من هذه العبارة وذلك بالمخاطبة الجماعية بعبارة القيادة السياسية، عندها ليس أحد منهم يسري عليه التمجيد ” حفظه الله”. وفي إحدى المرات أخبرني سعد البزاز وكان حينها رئيس تحرير جريدة الجمهورية  وكنت اكتب فيها دراسات في التطورات في السياسة الدولية بإن التوجه الجديد في الاشارة إلى القوى الكبرى ليس بالضرورة أن يميز فيها الاتحاد السوفيتي بل يندرج فيها وفي هذا دالة على امتعاض بغداد من بعض مواقف الكرملن، وفيه اشارة إلى المساواة بين جميع عواصم القوى الكبرى في موقفها من العراق.

لقد كانت تهيئة الافكار تقع عليّ وعلى الجمالي. لقد كنا نسكن في شارع واحد في الداودي. وكنت ازوره لصياغة المقترحات. فظروف بيته أكثر استعدادا لإنفرادنا في التباحث في الورقة المعدة. كما إنه أدرى مني في سياقات المخاطبة لخبرته الطويلة مع الرئاسة. وقد استحسن بقية الاعضاء مثل هذا الاسلوب في العمل. فكنت اقرأ النص وقد يقع عليه تغيير بعد مناقشتنا له.

فاضل البراك


الدكتور البراك رئيس اللجنة

لقد تناوب على رئاسة اللجنة أربع شخصيات. حاتم العزاوي لفترة وجيزة وكان دوره في الجلسات مستمعا أكثر منه مساهما في النقاش، ومع ذلك كان يأتي على أراء قريبة من القرار السياسي الذي لا علم لنا به. ثم هناك رئاسة صادق شعبان وهو أقرب الى اسلوب العزاوي يتحدث في النضال السياسي أفضل منه في مناقشة قضايا جدلية. وتولى فاضل البراك رئاسة اللجنة. واتبع أسلوبا مختلفا. كان يثير القضية معنا التي يمكن أن تكون موضوع تقديم نصح فيها إلى الرئاسة. وأرى أنه كان على اطلاع بحكم عمله السابق كرئيس لجهاز المخابرات على قضايا شائكة. ويميز بين المواقف الراسخة التي لا يمكن التاثير فيها برأي غير ذلك الذي استقرت عنده وبين مواضيع فيها مجال للاختلاف في التحليل وتقديم الرأي. لقد كان واسع الاطلاع. وله ذاكرة جيدة. حكى لنا مرة انه أرسل لمقابلة القذافي. وعندما جرى الحديث بينهما كان فاضل يستمع لما يقوله القذافي، الذي يُعرف عنه بأنه يتنقل في حديثه من قضية الى اخرى دون رباط موضوعي. وامتعض القذافي من كون البراك لم يدون ما يقوله القذافي وحسب القذافي ان فاضل غير مكترث بما يسمع من القذافي. فجلب القذافي انتباه فاضل إلى إنه لا يدون ما يقوله له. فما كان من فاضل إلا أن يرد على القذافي بانه ليس بالرجل الملائم لرئيس جهاز المخابرات إذا كان يكتب كل ما يسمع بل عليه أن يحمله في ذاكرته. كان فاضل هادئا يستمع جيدا لما نقول، ولا يقاطع متحدثا ليحيده عن تحليله إلى ما يبتغيه منه فاضل، ولا يحاول أن يوجه الاراء صوب ما يراه، بل يتوافق مع الاعضاء. وكان يشير إلى قرارات وحالات نحن ليس لنا علم بها بهدف تعزيز رأي او توضيح موقف قد لا يتواءم مع الجدل الجاري.

لقد تعرفت على البراك عندما قال لي أخي النقيب المهندس البحري زيد في يوم أنه سيقوم بزيارة الملحق العسكري السابق في موسكو. ذهبت معه. وقد  تحاورنا الثلاثة عن موسكو فانا كنت فيها قبلهم بعشرين سنة. وفي يوم من الايام اقترب مني علي سبتي، الذي اصبح سفيرا لنا في ليبيا في نهاية التسعينات، وكان طالب دكتوراه في قسم القانون وقال لي إن هناك فكرة تأسيس مركز بحوث ومعلومات تابع لجهاز المخابرات وإنني من المرشحين للمشاركة في القسم السياسي الذي سوف يتعامل مع السياسية الخارجية العراقية. لم أكن متحمسا. كنت قلقا من أن انخرط في مثل هذا النشاط  غيرالاكاديمي. تداولت في الأمر مع احد الاساتذة الذين أثق فيهم وصدقهم وصواب التشاور معهم. جئنا على كل الاحتمالات. وتوصلنا إلى إن الرفض قد يعني العداء للنظام.  لإن لا حجة منطقية يمكن أن اقدمها للاعتذار. وكما قيل لي أن هناك اساتذة آخرون من كلية الاداب وكليتنا في اختصاصات أخرى سوف يكونون في المركز.

. طلب مني أن نلتقي في فلة له على شاطيء دجلة في الكاظمية. فتح الحوار عن التعليم العالي وما هي مشاكله كما أراها وهل من سياسة للإصلاح . اتضح لي بعد أن شاهدت اللقاء بين الرئيس ورؤساء الجامعات أن هناك خطة لمراجعة نظام التعليم العالي فتصورت أنه كان ربما يرى أن أمامه فرصة ليصبح وزيرا للتعليم العالي، أو إنه كان يستطلع رأيي لربما ليرشحني لمنصب ، أو ربما طُلب منه أن يستطلع الاراء بلقائه مع الاساتذة المرشحين كونه يعتبر من حملة الدكتوراه وله حضور بين الاساتذة في نشاطات علمية. وكانت النتيجة ان أصبح الدكتور همام عبد الخالق وزيرا للتعليم العالي.

دعا فاضل مجموعة من الاساتذة في التاريخ من جامعة بغداد للقاء في قاعة اجتماع اللجنة الاستشارية. وطرح فكرة إنه يروم الانصراف الى كتابة كتاب عن الملك فيصل الأول. ويصعب عليَّ تفسير السبب وراء توجهه الى هذا الموضوع. تناقش الاساتذة في المقاربات الأفضل والمواضيع التي يستحسن أن يعالجها. في يوم من ايام لقاء اللجنة طلب مني أن ازوره في داره في المنصور. تناقشنا في موضوع الكتاب المزعوم. وبدأت اعرض أفكاري بما تيسر لي من معلومات كوني كتبت كتاب “الملك فيصل والاستقلال والانكليز” وهوعنوان مغاير لإطروحتي في العلاقات البريطانية العراقية تحت الانتداب والتي تقوم على افتراض انها كانت علاقات مثلثية. في الجانب البريطاني وزارة الخارجية ووزارة المستعمرات ودار الاعتماد في بغداد، وفي الجانب العراقي البلاط والحكومة والرأي العام. اقترح فاضل أن لا يدون ما اقوله بل يسجله. فعقدنا عدت جلسات في داره. وعندما القي القبض عليه خشيت أن يعثروا على الاشرطة، لأن فيها بعض الافكار التي قد لا تنسجم مع السياسة العراقية. وكنت حذرا في اختيار كلماتي.

لم تكن العلاقة بيننا تأخذ طابع التعويض والتكريم. كان يرسل للبيت كل عيد نهاية السنة صينية ربما فيها كيلوان من البقلاوة ليس إلا. كانت التفاة جميلة منه. وعندما ترقيت الى درجة الاستاذية أقمت دعوة للأساتذة في بيتي وكان هو من بينهم وكأنه واحد منهم. باغتنا في حضوره إذ فجأة دخل البيت من باب المطبخ وحيا زوجتي التي أسرعت فقالت إن دكتور فاضل قد حضر. استانس الاساتذة بحضوره وجرى جدل اكاديمي في قضايا لم يكن غريبا عنها.

علاقة حسن الجوار مع إيران لحل الحرب

لقد تدارست اللجنة في مسالة تسوية الحرب بعرض فكرة إقامة العلاقات مع إيران على مبدأ حسن الجوار. وقدمت ورقة بهذا الشان، تعرض فيها امكانية إقامة العلاقات مع إيران على اساس حسن الجوار وتعقد اتفاقية بين البلدين. وشرحت الورقة مزايا هذه المقاربة. واقترحت ان تعرض على إيران عبر طرف ثالث يحظى بالثقة من الطرفين. وإن الأمم المتحدة تكون الضامنة للاتفاقية وشاء الرئيس أن حولها إلى الخارجية للنظر فيها وتبنيها منهجا في العمل الدبلوماسي إقليميا ودوليا للدفع في هذا الاتجاه. لم يرق المقترح للخارجية. وجاء رد الخارجية على مقترحنا مشفوعا ينفاصيل و شروحات من القانون الدولي في معاني وخيارات علاقات حسن الجوار. وخلصت ورقة الخارجية إلى إن إيران لا تاخذ بمبدأ حسن الجوار بل أنها توسعية ومراوغة ولا يؤتمن لها. وقد خلصنا في نقاشنا للرد على مقترحنا من الخارجية بأنه يحمل سمات الراي في الدائرة القانونية وليس الاراء التي ربما يحملها طارق عزيز على محمل الجد، وكان هذا الاستنتاج من عند وكيلي الوزارة ” فأهل مكة أدرى بشعبها”، كما إن رد الخارجية فيه من الحرفية القانونية ما يوحي بأنه يريد التنبيه إلى إن صاحب هذا الرأي غافل لكثير من جوانب علاقات حسن الجوار في القانون الدولي. لقد كنا نبحث عن مخرج للحرب غير ذاك الذي ينتهي بهزيمة غيران، غذ لم يكن في خلد احد منا ان إيران سوف تهزم وهي الجالسة في الفاو. وإن استقبال الرئيس للمقترح وتحويله للخارجية كان يعني إنه قد يكون جدوى في مسار لم تسر فيه الدبلوماسية العراقي بجد.

كانت هذه هي المرة الاولى التي تذهب فيها أراء اللجنة إلى الخارجية تطلب منها الافادة من المقترحات. ويتضح من رد الخارجية أمور كثيرة. فمن الناحية الأولى، أحسب أن الخارجية لا علم لها بوجود جهة ما كلجنتنا لها صلاحية الخوض في السياسة الخارجية. ومن الناحية الثانية، إن الخارجية لم تألف قط أن يعرض عليها رأي من خارج بيتها  الذي تصنع فيه السياسة الخارجية.  ومن الناحية الثالثة، إن الخارجية لم تطق تحمل رأي يأتيها من خارج جدرانها وفيه قول تعاب فيه ضمنياًعلى إنها لم تنتبه إليه. ومن الناحية الرابعة، إن الرئيس وجه الخارجية ان تأخذ بهذا الخيار، وهو ليس للاطلاع. ومن حينها بدات الخارجية تراقب اللجنة ذلك ان للجنة امكانية الوصول الى الرئيس مباشرة فهو الراعي لها وليس عبر وزير الخارجية الذي يقرر ما يعرضه من عدمه. وأخيراً، إن الخارجية كانت قلقة من أن الرئيس قد يخاطب اللجنة في ابداء الرأي فيما تقوم فيه الخارجية ويصبح الطريق بين الخارجية واللجنة ذا ممرين بين الخارجية والرئاسة وبين اللجنة والرئاسة. وهذا أمر لا سعة صدر له عند طارق عزيز نفسه ولا عند الخط الأول من كبار الموظفين في الخاريجة من وكلاء ومدراء اقسام.. وقد سعى طارق عزيز، كما أخبرنا الاستاذ عبد الملك ياسين عضو اللجنة، أن يضع يده على اللجنة بان تُضم إلى الخارجية، والغرض كما تبين لنا هو للسيطرة عليها، أو ربما بهدف الافادة منها. والراي الأول هو الأصوب. ولم يفلح طارق عزيز. ولم يبلغ مقترحنا الهدف.

الرئيس وتفكك الاتحاد السوفيتي

سلمني دكتور فاضل قصاصة ورقة ونحن في الاجتماع. قرأت ما فيها. كتابة بخط يد ليس كتلك التي الفتها في خط فاضل. في القصاصة استفسار ما هي انعكاسات تفكك الاتحاد السوفيتي على التوازنات الدولية وعلى العراق وإيران. فهمت إنه يريد مني دراسة عن الموضوع. استفسرت منه بعد نهاية الاجتماع ما ذا يراد مني. قال لي إن الرئيس يريد من اللجنة أن تقدم مقترحات حول التوقعات وما ينبغي فعله للتكيف مع البيئة الإقليمية الخليجية والعربية ومع التدافع السريع والخطير في البيئة الدولية بعد السترويكا والمسارات الاصلاحية التي شرع غورباتشوف يجريها في السياسة الداخلية والخارجية السوفيتية وتصاعد النفوذ الأمريكي.

سألت نفسي ما الذي حدا بالرئيس أن يثير هذا السؤال؟ لربما إنه قلق على العراق بعد نهاية الحرب بأنه لم يحصد منها نتائج إيجابية غير تلك التي تمثلت في هزيمة إيران في الميدان ولم يكن النصر العسكري فوزا سياسيا وإستراتيجيا للعراق. فهناك مسألة شط العرب غير محسومة. وموضوع الأسرى العراقيين لدى ايران. وقضية الديون على العراق المتراكمة بسبب الحرب. والعلاقات مع دول الخليج التي تنفست الصعداء بهزيمة إيران دون ان تدفع ثمنا بشريا أوتدميرا أوتعطيلا لتطور الحياة والبناء كذاك الذي وزره العراق، بل أمنت على نفسها بأن كان العراق مصدا لإيران. وإن إيران قد تستعيد عافيتها وتعود الى تهديد العراق. وإن السعودية سوف تحيي تنافسها مع العراق على الهيمنة والدور في الخليج العربي بعد أن أصبحت القائد لمجلس التعاون الخليجي الذي ليس فيه  العراق الذي هو الجدار الأمني للخليج العربي. وإن أمريكا سوف تحيد عن دعم العراق لصالح السعودية حليفتها التقليدية في الخليج العربي. وإن الفراغ الذي تركه تراجع الدور المصري القيادي لا يمكن ان تشغله سوريا أو السعودية بل العراق، ولكن قد تعترض الولايات المتحدة على دور قيادي عراقي بعد أن تراجع الاهتمام السوفيتي بالخليج العربي، او أن تضع واشنطن شروطا للدور الإقليمي للعراق الجديد ما بعد الحرب. وإن الديون الدولية على العراق ترهق الميزانية وتضيق فرص تنمية لما بعد الحرب. وإن بناء القوة الإقليمية عسكريا لن يتم دون واردات اقتصادية من النفط. وإن اسعار النفط لا تتعافي من مستواها الواطىء لينتعش الاقتصاد العراقي، وإن دول الخليج، خاصة السعودية، لا تدفع في اتجاه الاتفاق على معدلات الانتاج لرفع اسعار النفط، وإن هذا التلكؤ مرده الضغط الأمريكي على السعودية التي دأبت على توجيه السياسة النفطية لإوبك بما يتماشى مع المصالح الأمريكية في الهيمنة العالمية، وإن الاعتراف بدور العراق إقليما كقوة إقليمية كبرى لم يتحقق بعد.

قرأت الدراسة على مسامع اللجنة. اثار بعض من الأعضاء ملاحظات تذهب إلى الضد من الافتراضات التي تأسست عليها الدراسة والتي فحواها إن القيود على الحركة العراقية سوف تكون أعصى على بغداد في التغلب عليها في غياب الاتحاد السوفيتي وعلة ذلك إن السياسة الشرق اوسطية منذ انطلاق الحرب الباردة كانت تدار في إطار حركات بين امريكا والاتحاد السوفيتي بهدف الابقاء على التوازن. وفي حالة اختفاء الاتحاد السوفيتي فإن العراق سوف يكون منكشفا أمام الضغط الامريكي. وإن أمام العراق خيارين اساسيين: إما أن يجنح نحو الاستقلالية والدور الناشط ليستثمر هزيمة إيران، وإما أن يقترب من واشنطن. ولكل خيار كلفة ومنافع. ومع ذلك، فإن الموقف من واشنطن هو الحاسم. فكم هي المسافة التي يتمكن العراق فيها الابتعاد عن واشنطن وما هي القضايا العربية والإقليمية التي تتنافر فيها المصالح والمواقف بين بغداد وواشنطن. ففي غياب الموازن الدولي السوفيتي سيصبح الخليج العربي والشرق الاوسط في بيئة توازنات جديدة إقليمية وعربية- عربية تميل فيها أمريكا إلى السعودية، لذلك على العراق أن يقترب من السعودية ويرضا بتقاسم الأدوار في سياق السياسة الأمريكية. رفعت الورقة إلى الرئاسة وفيها الآراء المختلفة من تحفظات على بعض الاستنتاجات ومن موافقة. وقد توكد صدق افتراض الدراسة إن عراق ما بعد الحرب إما أن تكبله أمريكا أوتطلق حركته بشروط ولحدود وفي مجالات معينة. وقد ارتأت واشنطن أن تطلق يده ولكن تبقيه تحت المراقبة الشديد والجمع بين الإغراء والعقاب  وهو ديدن العصا والجزرة الأمريكية، حسبما يسلك الرئيس العراقي. وجاء الهدهد برسالة من بوش بالنبأ اليقين.

رسالة الرئيس بوش إلى الرئيس صدام حسين

جاءت رسالة شخصية من بوش إلى الرئيس. وعرضت على اللجنة .وفيها الرؤية الأمريكية للخليج العربي والشرق الأوسط بعد الحرب والتداعيات في البيئة الدولية كما أتضحت من تمرد دول حلف وارسو على الزعامة والهيمنة السوفيتية. وتطلب الرئاسة تحليلها وإبداء الرأي في جدوى نشرها في الصحافة أم الاحتفاظ بها كمخاطبة شخصية. كانت الرسالة مقتضبة لا تتعدى الصفحة ونصف، ولكن فيها أمهات الأفكار للاستراتيجية الأمريكية والسياسة الخارجية في المنطقة بعد دحر إيران وما ترسم له امريكا في المدى القريب والمتوسط بعدما تجلت معالم أفول الحرب الباردة وتفرد الولايات المتحدة. قرأت الرسالة  إلى اللجنة.

وجاء في رسالة بوش إن واشنطن تدرك أهمية انتصار العراق على إيران. وإن التهديدات الإيرانية قد ؤدت. وإن بيئة إستراتيجية جديدة قد نجمت عن الحرب في الخليج العربي وفي الشرق الاوسط. وإن الاهداف العليا هي الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتسوية النزاعات. ويفهم من ذلك القضية الفلسطينية القضية الرئيسية في السياسة الشرق اوسطية حتى ذلك الحين. وتشير بصريح العبارة إنه يقع على العراق مسؤلية إقليمية في بلوغ تلك الأهداف، وإن من مصلحة الجميع العمل على الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام. وتتطلع امريكا إلى أن يتعاون العراق في هذا المجال. وعصب الرسالة هي فكرة المسؤلية التي تقع على عراق ما بعد الحرب ،والاعتراف بمنزلة العراق في المنطقة. لقد كان العراق منذ ولاية الرئيس صدام حسين حتى نهاية الحرب مع إيران يتغنى بالدور والمنزلة والريادة والقيادة، بعدما حصل فراغ قوة باحسار الدور المصري، وعدم حسم السعودية فمرها ف الاقدام لمليء الفراغ. وجاءت الرسالة لتشبع هذا الغرور. ولكن بشروط.

لقد جاءت الرسالة بعدما اتضح أن بغداد أصبحت غير واثقة من إن الانتصار في الحرب سوف يأتي بثماره المادية والمعنوية. فالكويت تتمنع عن اعطاء العراق رخصة الانتشار الجيولوليتيكي في الخليج العربي ليصبح قوة بحرية خليجية تليق به كما بدى بعد الحرب من قوة في العدد والعدة والخطاب السياسي . لقد حانت المناسبة لتلك المقولة” اليد الطويلة” أن تمتد إلى حيث ما يمكنها أن تطال، سواء بكبرياء المنتصر أو بالحنين الإيديولوجي ، وليس أن تبقى قوة قابعة في موقعها في شط العرب تخنقها إيران والكويت. إن من الخطأ الاستراتيجي الفادح أن تعول بغداد على افتراض أن إيران التي تمثل التهديد الجيوبولتيكي والإيديولوجي قد سحقت وسوف تبقى مهزومة، بل إن المنطق يملي على بغداد ان تحتسب إلى قدوم فرصة أن تستعيد إبران عافيتها مرة أخرى وتثأر، الأمر لا شأن له بعجز في القدرات الذاتية الإيرانية، بل في القرار السياسي. هذا من جهة.

ومن الجهة الأخرى، أعيت حرب السنوات الثمان الجسد الاقتصادي العراقي الذي سر حياته النفط. والدول الخليجية مترددة وتمسك يدها في مده بالقروض أو الهبات في حملة الاعمار ولا تريد اطفاء ديون العراق التي تراكمت عليه من دول الخليج العربي ومنها الكويت. ولا تصغي إلى جدله في مراجعة سياسة اسعار النفط كي تنتعش ويعثر العراق على موارد أكثر. واعتقد أن الموقف الخليجي كان شبه اجماع بأن يماطلوا ويتمنعوا من الاستجابة لمطالب الرئيس، كما إنهم حسبوا أنه سوف يبتزهم بعد الحرب، إذا لم يظهروا موقف الرفض الجماعي أو التسويف، ذلك أن الموقف العراقي كان بيده حجة ياتي عليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة فحواها إن الحرب بين العراق وإيران لم تكن بينه وبينها وحسب، بل أنها كانت أيضا دفاعا عن دول الخليج العربي التي كانت منكشفة، وإنها حرب هويتها وحساباتها قومية عربيىة وليس عراقية قطرية، وإن الخليجيين كانوا منكشفين امام إيرا ن التي كانت تلهج مزهوة برسالتها وقدرتها على تصدير الثورة. وإن الخليجيين لم يكونوا يثقون بأن أمريكا سوف تأتي لنصرتهم لتدخل في حرب مع إيران في الوقت الذي كان السوفيت قد احتلوا افغانستان.

ولعمري، هل كانت واشنطن قد أغرت بغداد، بعلم منها أو بدونه،  لتنوب عنها في مواجهة المد الثوري الديني – المذهبي غير الذي كان قد نادت به الطروحات الإيديولوجية والتطبيقات الوحدوية له حتى في ذروة الحماس لها كما تجسدت في الناصرية. لقد كانت المصالح الأمريكية- الغربية في الخليج العربي مهددة بالنزول الجيوبولتيكي للامبراطورية الروسية تاريخياً والاتحاد السوفيتي القوة العظمى صوب الخليج العربي ” المياه الدافئة، هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى، اصبحت مهددة بخصم وعدو جديد، بعد احداث الرهائن الأمريكيين في طهران واخفاق انقاذهم بعملية عسكرية في عهد إدارة كارتر، وكانت من اهم اسباب خسارته امام ريغن. فثمة احتمال ان يتكاتف السوفيت مع الإيرانيين لإخراج امريكا والغرب من الخليج العربي. لقد كانت القوة العربية القومية منذ 1948 قد أعطت قبلتها إلى المركز فلسطين، ولعله كان من الحكمة الإستراتيجية البعيدة المدى أن تتعدد بوصلة تلك القبلة، والجبهة الشرقية هي الأكثر مطالبة بهذا التحول في المسيرة، لكي يحصل صرف النظر عن المركز، بصورة شبه تامة بعدما خرجت مصر من ركب المسيرة باتفاقية كامب ديفيد.

https://www.azzaman.com/%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82-%d8%b8%d9%84-%d9%8a%d8%aa%d8%ba%d9%86%d9%89-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d8%b1-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b2%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%8a/

الخميس، 20 فبراير 2020

كلية الامن القومي

يوم التخرج فاضل البرك

كلية الامن القومي


كنت طالب اعداديه في الصف السادس في محافظة الديوانيه وكنت من الطلبه المتفوقين وكان حلمي ان اكون ضابط اخدم بلدي العراق كنت اسمع بلكليه العسكريه وكلية الشرطه وكلية الامن القومي وكنت اشاهد طلاب الكليات العسكريه لديهم زي مميز عندما يذهبون الى منازلهم وبيدهم حقيبه انيقه وكنت احلم ان اكون واحد منهم وبلفلعل بعد تخرجي من الاعداديه تشاورت مع العائله
وتمنوا لي ان اقبل بكلية الامن القومي فمستواها العلمي ممتاز هي كلية نصف عسكريه بلفعل استعلمت عن مكانها وذهبت لتقديم اوراقي صراحه كان الروتين  مزعج بعد استكمال الاوراق والفحوصات الطبيه كان الانتظار قاتل و اخيرا بلغوني انني مقبول وعلي الاتحاق كانت كليه نموذجيه جدا كانت المنشأت نضيفه و واقسامها مرتبه بشكل ممتاز وقاعاتها وصفوفها و اماكن نوم
الطلاب يعطي للطالب اشاره ان امامه مستقبل مشرق و عميد الكليه العقيد الركن حسين  انسان محترم وغايه في
د. فاضل البراك يتفقد مطعم الكليه
الانضباط ولايقبل الاخلال بنظام الكليه وكثير التفتيش على اقسامها وشديد مع المخالفين حاله حال المدربين والاساتذه باشرت دروسي وتدريبي كان يحاضر في الكليه اساتذه عبرب و اجانب وكان مدير جهاز المخابرات الدكتور فاضل البراك واحد منهم وكان كثير الزيارات الى الكليه وكان يفتش على الكليه وعلى طلابها وعلى القائمين عليها ويتجول في اروقتها و ستغربت الامرفمدير الجهاز بمنصبه ومكانته وهيبته يفتش مطعم الكليه واسره الطلاب ونظافه المرافق الصحيه و حافلات النقل ونظافتها وجاهزيتها وكل صغيره وكبيره وكان يطلب مجاميع من الطلاب بمفرده ويسألهم 
عن وضعهم وعن دروسهم واكلهم وكل شيئ ستفسرت عن هذا الامر وقالو لي ان مدير جهاز المخابرات هوه رئيس المجلس الاعلى للكليه وهوه مسؤل مباشر علينا الان فهمت الامر . كانت سنوات الدراسه صعبه للغايه ومتعبه وخاصه على الطلاب الذين اهلهم خارج بغداد ولكن
د. فاضل البراك يتفقد الكليه 
مجتمع  الكليه  كان  يخفف  علينا الكثير

 فبعد سنه من الدراسه داخل الكلية تشعر انك واحد من افراد عائله صالحه. والمهم انك تشعر بتقدم على جميع المستويات العلميه والفكريه والعسكريه والامنيه والثقافيه  فهذه الكليه علومها متنوعه وكنت افرح جدا عندما ازور عائلتي واتحاور مع مجتمعي اشعر بلفخر
انا في تقدم مستمر كان هذا من اهم المشجعات لي واهمها .
حتى جاء يوم تخرجنا كان بلنسبه لي ولزملائي يوم نحلم به كثيرا وانتضرناه حتى جاء ولكن لم 
يكن بلهين جاء بتعب و مثابره واجتهاد وانضباط تام على جميع الاصعده بلمخاطبه والسير و الهندام . نبلغ عوائلنا لحضور حفل التخرج
د. فاضل البراك يسلم هديه تذكاريه بجانبه عميد الكليه
 ففي قاعه كبيره في الكليه ويحضر طاقم الكلية و من يقوم بتوزيع الشهادات مدير جهاز المخابرات كان وقتها الدكتور فاضل البراك ويحضر ممثل عن الرئيس لحضور الحفل بلاضافه الى مجموعه من المسؤلين كانت مراسيم تخرجنا غايه في الروعه وتسليم علم الكيه و استلام اشهادات وهي شهاده ماجستيرعلوم امنيه وعسكريه كان يوم التخرج بمثابة عرس جماعي وحفل وطني وبعدها نسبت كضابط في جهاز المخابرات وبدأت مرحله جديده هي ان تطبق ماتعلمته و تترجمه الى الواقع ولكن تنقصك الخبره هي اهم شيئ في العمل الاستخباري فلخبره تحتاج الى تجارب ووقت
وانت في جهاز حساس لايقبل الاخطاء . كتبت عن الكليه طلب مني الاخوان مجموعة شباب العراق عدة مرات ان اذكر بختصار عنها نأتي الى زبدة موضوعنا هل يحق للبعض اليوم ان يتهمنا بلتبعيه الى النظام السابق وعمالتنا له وبعد حل الاجهزه الخاصه قطع عنا كل شيء من رواتب وغيرها ولم نشكي لغير الله لماذا نحن عملاء نحن خدمنا بلدنا ولم نخدم شخص رئيس النظام وكنا في جهاز يحمي الامن
 العقيد حسين د فاضل عبد الرحمن الدوري نوري ويس
العراقي في الخارج ونتابع الاخطار التي تهدده ولست في صدد الدفاع عن نفسي ولكن هذه من البديهيات في العمل الامني لايحق للصغير محاسبه الكبير وبعد 2003 لم تقام ضدي اي دعوه ولم اعتدي على 

شخص ولم يوجه لي اتهام واعتبر نفسي انني خدمت وطني بأخلاص
لا بل ان الدول العربيه استفادة من خبراتنا هنالك رجال يدرسون في الجامعات العربيه واستفادت هذه الدول من خبراتنا بدل ان نفيد بلدنا العراق ندعو الله عز وجل ان يوفق بلدنا العراق

محمد علي 

                                                                                                        فاضل البراك يفتش مطكعم الكليه





الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

فاضل البراك

فاضل البراك
 شهادة المحامي فارس المولى




كتب المحامي فارس المولى - عضو الهيأة العليا للمساءلة والعدالة بخصوص حلقاتي التي وثقتها عن فاضل البراك :
قرأت الموضوع وكافة التعليقات واريد ان ادلو بواقعه ولا اقول بشهادة كون الشهادة تكون بالعيان والمشاهدة وان يكون الشاهد ثقة ومحايد وليس بينه وبين الخصوم حساسية او خصومه والا ضعفت الشهادة والشاهد فيما ينقله او يرويه
واقول بحكم عملي الحالي في احد مؤسسات الدولة تم حجز الاموال المنقولة وغير المنقولة لفاضل البراك باعتباره مدير امن سابق وكادر متقدم في الحزب ومدير للمخابرات وبالتالي ينطبق عليه نصوص القانون رقم 72 لسنة 2017 وتم الاتصال باحد المعنيين والقريبين من فاضل البراك لغرض النظر في رفع الحجز عن امواله كونه معدوم من قبل النظام السابق لغرض رفع الحجز عن امواله ولدى سؤالهم عن قرار المحكمة التي قضت باعدامه لغرض النظر في موضوع حجز امواله كانت الاجابة القاطعة لايوجد قرار محكمة ولا اي مستمسك يثبت صدور قرار باعدامه
لذلك ارى كل التعليقات المدافعه عنه او التي تتهمه بالخيانه طالما لاتستند الى وقائع مادية ووثائق وقرارات تعتبر اجمعها روايات فيها من الجانب الشخصي اكثر من الموضوعي وبالتالي هل يجوز في دولة وسلطة عرض متهم بجريمة خطيرة جدا على افراد عشيرته بدلا من محاكمة عادلة وهناك تعليق يقول ان برزان تزوج ارملة البراك بعد اعدامه وهنا اقول عليكم الله هل يستطيع احدنا ان يتزوج زوجة او بنت او اخت من اعدم بجريمة خيانة وهو من عامة الناس اليس الامر غريب جدا الا في هذه العائلة التي جوزت لنفسها كل شي
اما بالنسبة لعمله الامني وقيادته لمؤسسات الامن فقد الف كتابا طبعته وزارة الاعلام بعنوان استراتيجة الامن القومي وهو يذكر فيه كيفية تصديه لحزب الدعوه والشيوعي وغيرها من التيارات السياسيه
خلاصة القول واكررر اين قرار الحكم ومن اي محكمة صدر واقولها اتحدا اي شخص ان ياتي بذلك
واسف للاطالة وتحيتي للجميع
يظهر في الصورة :
الدكتور فاضل البراك مع كل من : الدكتورة بهيجة - مديرة قسم في الاثار والدكتور سالم الالوسي - مدير عام في وزارة الثقافة ، فوزي رشيد - مدير قسم في الاثار ، أسامة النقشبندي - مسؤل قسم المخطوطات في دائرة الاثار ، اضافه إلى مدير الاثار العام مؤيد سعيد ، الدكتور عالية أحمد سوسه (الأولى من اليسار)
توثيق الباحث و المؤرخ فايز الخفاجي

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

فاضل البراك


فاضل البراك
الجزء الثالث من شهادة ضابط مخابرات للمؤرخ فايز الخفاجي

فاضل البراك
شهادة للتاريخ
الجزء الأخير من رسالة ضابط المخابرات السابق (ل.د) إلى المؤرخ فايز الخفاجي
في عام 1987 أستقر الجهاز نسبيا وأصبح مسلح بأنظمه حديثة ومتطورة في كل المجالات التي تخص عمله واصبح الجهاز لديه قانون ونظام داخلي ونظام مالي وشركات تعمل في الداخل والخارج وتحديد المهام وتحديد الصلاحيات والفصل بين الساحة الخارجية والداخلية استطاع البراك بجهوده وجهود أهل الهمم توسيع وتطوير الجهاز . ثق أستاذ فايز أصبح جهاز حضاري وعلمي فيه من الكفاءات العلميه مالا يتوقعه
فاضل البراك

شخص وكانت كلية الأمن القومي هي الرافد الرئيسي لأكثر تلك الخبرات وكما أسلفنا من يتفق مع تلك الأجهزة ومن لايتفق معها فذلك الجهاز حمى العراق وحفظ استقراره وكان الدعامة لوزارة الخارجيه . ثق اخي فايز عندما كنا نجتمع مع وفود عالمية وترى احترامهم وكيف يتعاملون معنا كنت أشعر بلفخر الشديد فالموضوع ليس شخصي فأنا ومديري ومن معنا كنا موظفين نخدم بلدنا العراق لاأكثر واذا عدنا الى موضوعنا البراك أصبح في تلك الفترة وبطبيعة عمله والملفات التي أسندت إليه أصبح يلتقي ويجتمع مع نخب سياسية لها وزنها في العالم على مستوى عالي وشكل مجموعة من العلاقات الدولية هذه العلاقات بدل ما تحسب للبراك أصبحت تحسب عليه وللأسف الشديد وعامل الغيرة متوفر على كل حال كان الشغل الشاغل للجهاز هوه انهاء الحرب لصالح العراق في اسرع وقت و بأقل الخسائر وكان الجهاز مسؤول عن السيد مسعود رجوي كان عام 1988 متعب وحافل بالتطورات للجهاز فحسم الحرب أخي فايز لم يكن عسكريا فقط بل سياسيا واستخباريا. انا شخصيا اوفدت في شهر واحد بمنتصف تلك السنة ثلاث مرات الى أوربا لمتابعة أحد الملفات المهمة في وقتها حتى وصلنا الى يوم 1988/8/8 باشرت أعمالي صباحا بشكل طبيعي وفي الدوام المسائي التحقت الى مقر الجهاز وكان لدي بريد متعلق بمتابعة وفد كان يزور دولة أوربية يحتاج توقيع مدير المخابرات اتصلت بلمكتب الخاص وتم إبلاغي أن مدير الجهاز غير موجود في المقر وأنه في مقر أعرفه جيدا توجهت الى هناك وكان جالسا مشغول بلهاتف وكان جالس بجانبه أولاد الرئيس الاثنين وكنت أقرأ بوجه البراك فرحه شديدة وكان يحافظ على هدوءه المعتاد ولم يبلغني بالخبر ولم يوقع بريدي فقال ... الأمر انتهى ولم أفهم قصده ولم أناقشه بوجود ضيوف ورجعت الى الجهاز وبعدها سمعت خبر وقف اطلاق النار .
فاضل البراك في موسكو
في عام 1989 عمل الجهاز حفل تكريم و توديع حضره كل قيادات الجهاز لفاضل البراك وحل مكانه بلوكالة معاون البراك السيد فاضل صلفيج العزاوي فنقل البراك الى رئاسة الجمهورية كرئيس الدائرة السياسة و مستشار لرئيس الجمهورية وفي القمة العربية في الرباط كان البراك مع الرئيس في الوفد ولحد الان نعرف أن العلاقة طبيعية بين الرجلين لا بل بعدها أوفد للمغرب حاملا رسالة شخصية من الرئيس صدام الى ملك المغرب أخبرني بها البراك في احدى زيارتي له حيث بقينا على تواصل وكان كثير السؤال عن احد افراد عائلتي حيث كان مريض وقتها لم تدم فترة السيد العزاوي كثيرا اقل من اربع اشهر وجيء بلسيد سبعاوي مدير للجهاز في تلك الفتره وفي عام 1990 وقبيل احتلال الكوييت أوفد البراك في زيارة مهمة في وقت يثير الفضول لم يكتب عنها الكثير الى لندن ومن هناك الى الولايات المتحدة الامريكية هذا وحده يدل أخي فايز ان الرجل لديه أسرار خطيرة لما حدث بعد ذالك من احداث في اب 1990
تم احتلال الكويت و شكلت لجنة بأمر الرئيس ورئيسها فاضل البراك وكان عبد الملك الياسين وعبد الحسين الجمالي وصادق اسود وكاضم هاشم نعمه وعبد الجبار الهنداوي اعضاء في اللجنة لتقديم رأي للرئيس صدام حول أزمه الكويت والتهديدات الامريكية للعراق ولم يعجب الرئيس كلام اللجنة حيث أوصت بضروره الانسحاب وخطورة الوضع حلت اللجنة وأحيل فاضل البراك على التقاعد عام 1991 قبيل بدء عاصفة الصحراء حيث قمت بزيارته في منزله مرتين وكان من الواضح تذمر الرجل من الاوضاع لا بل خشيته من القادم
فاضل البرك ونعيم حداد
وبدئت مرحلت التنكيل قام النظام بحبس كل من هوه صديق للبراك و قريب منه وهنا أقول اخي فايز ألتقت رغبتان الأولى وهي الاهم رغبة رأس النظام بالتخلص من صندوق أسراره والتوجس منه برأيي المتواضع ان الرجل علم من الأسرار الخطيرة تجاوزت حد المسموح به تخيل اخي فايز لو كان هذا الرجل موجود اليوم ويجلس ليتحدث ثق لتغيرت كثير من القناعات بغض النظر من معها ومن ضدها فكل مانتحدث عنه هو ماضي واعتقلت أنا قبيل اعتقال البراك وكان التحقيق في كل أمور عمله وكانو يبحثون عن ثغره في عمله ولم يجدو شيء مهم يستحق ذالك فوجدوا مخالفات ادارية وتجاوز صلاحيات وهذا اخي فايز ممكن ان يحدث مع طوال فتره استلام المنصب من 1984 الى 1989 و الظروف الغير الطبيعية للبلد في ذلك الوقت فرجعوا وعتقلو من هم كانو بقربه ايام ما كان في الأمن العام ولم يجدوا شيئا فتم صياغة قصة صباح الخياط فهذا الرجل انا اعرفه واعرف طبيعة الاعمال المكلف بها وعمل مع دائرة المشاريع التابعه لنا وهوه رجل عراقي وليس لبناني كما يقال عاش خارج العراق وتزوج من امرأة اجنبية وكان لديه علاقات مع شركات أوربيه وتم جلب من خلال الخياط الى العراق تجهيزات لوزارة الدفاع وبلمناسبة ليس البراك كان الوحيد يعرف هذا الشخص بل عديد من المسؤولين كان يعرفهم وانا لست بصدد ذكر الاسماء ورجل كانت علاقته كما اسلفت مع دائره المشاريع في المخابرات وليس الخدمه الخارجية او مكافحة التجسس وساعد في اقامه مشاريع للجهاز مثل مطعم الملتقى في المنصور وفندق الكرمة والصمون الفرنسي والعديد من تلك المشاريع التابعه للجهاز في الداخل والخارج وهنالك الكثير من الشخصيات امثال الخياط يقيمون داخل وخارج العراق وكل شخص كان لديه عمل محدد ويتحدد العلاقة مع من تكون اقصد اخي فايز لم تكن هناك علاقات مخفية فالبراك كان يتحرك ويتصل ويقابل ويسافر بعلم الدوله و بتوجيه من رئيس النظام وليس بالخفاء ومن المعروف لمن عمل مع البراك انه شخص كان كثير السفر فهذا جزء من عمله وكان يتمتع بثقة كبيرة من الرئيس وكان لديه صلاحيات واسعة وحرية في التنقل والعمل دون قيود تذكر لم نشهدها على كل المدراء الذين اتو بعده وهنالك أشخاص اعرفهم كانو معنا في الاعتقال ليس لديهم معرفه ولا اطلاع وتم جلبهم وكان توسعة التحقيق لسبب ليعلم المتابع ان هنالك قضية لا اكثر ولا اقل ومنا من حكم عليه بتهم لا علاقة لها بالعمل مثل التهجم كان التحقيق معي بشأن لقاء صحفي أجراه البراك مع صحفية أمريكيه وكان الملف لدى السيد ...الراوي ولم يكن هناك شيء ملفت للنظر او خارج العمل ومن أسلوب التحقيق علمت انا ومن اعتقل معنا ان هناك شيء شخصي بحت لا اكثر وغاية واحدة هي التنكيل والتخلص من البراك لا بل كانو أناس هم أقرباء البراك بعد إعدمه لم يخرجوا من الجهاز كما كان معروف في مثل تلك الامور وظلوا في أماكنهم . اخي فايز بما يخص اجتماع العشيرة في تكريت التقيت بمن حضروا ذلك اللقاء الذي داره السيد سبعاوي ولم يحضره الرئيس جيئ بلبراك وهوه شبه مخدر ولم يتكلم ولاحرف ونشب في اللقاء مجادلة كلامية شديدة بين السيد سبعاوي ورجل اسمه دكتور غانم حيث شكك وجادل هذا الدكتور بما سمعه من سبعاوي انفعل سبعاوي كثيرا وشخص اخر اسمه صبار وانهى اللقاء مسرعا وعاد الى بغداد وبعدها اعدم البراك صيف عام 1992حيث كان هوه المطلوب و الصقت به هذه التهمة ولا يوجد لا دافع لهذه التهمة ولا مقابل لها فهي تهمة تدين النظام قبل الرجل كونه رجل استخباراتها الأول لمدة 22 عام ورجل العمل السري ومن شواهدي على ذلك أعيد اعتبار الرجل في عام 1995 وسدل الستار وذهبت أسرار كثيرة معه ظلت وستظل خفية واطلق سراح المعتقلين جميعا وأغلق الملف وأنا أقول للتاريخ ان الرجل كان عراقي مخلص لبلده تعلمنا منه الكثير ولم الأحظ أي شيء مريب على الرجل. اخي فايز حاله حال اناس كثيرن ذهبو من اجل كلمة او موقف لم تعجب النظام والاسماء كثيرة وهذه هي شهادتي وأنا اقول اني تشرفت في خدمة بلدي وانا لم اخدم شخص بعينه واشكر كل من ساعدني في نشر هذه الصور التذكارية فهي اليوم ليست ملك شخص او أرشيف رسمي هذا تاريخ بلد ويجب احترامه كي يحترمنا الاخرون من كان معها اوضدها. اخي فايز كل الشكر والتقدير لشخصكم الكريم وانا مستعد لاي سؤال او استفسار موضوعي.

فاضل البراك


فاضل البراك
الجزء الثاني من شهادة ضابط مخابرات للمؤرخ فايز الخفاجي
فاضل البراك
تأريخ منسي وملتبس الجزء الثاني
رسالة من ضابط المخابرات السابق (ل.د) إلى المؤرخ فايز الخفاجي
السلام عليكم ورحمة الله
فاضل البراك
أشهد الله أني لم تكن لي أي نية مسبقه في نشر هذه الشهادة . أردت فقط ان أوصل فكرة للسيد فايز عن شخص عملت معه وعن مسيره كنت شاهد عليها وكنت متابع لمقالات سابقه فيها قصص لاتمت للواقع بأي صله ووجدت بلسيد فايز الحيادية والموضوعيه فقررت ان اراسله .
وانا هنا لا اقوم بتمجيد شخص فاضل البراك بغض النظر من يتفق او لايتفق ،او من يحب او يكره فلرجل أشغل مناصب اكثر من حساسه والاهم من المناصب وقت استلامه للمنصب وإدارته لملفات في غاية الخطوره .
ففي عام 1976 عند استلام البراك للأمن العام ومن المعلوم ان الحرب العراقيه الايرانيه لم تبدأ بعد على الجبهات بعد ولكن الحرب كانت معلنه في جهاز الأمن العام وكانت داخل البلد وليس على الحدود . كانت حرب إعلاميه وفكرية و مسلحة احيانا .ساحتها الجامعات و المعاهد والمقاهي والبساتين .
تم انشاء وإعادة هيكله كل من الدوائر أمن المنشأت ودائرة الشؤون السياسية وأمن الدائرة وشعبة الاحزاب الطائفية وتشكيل فوج الطوارئ كانت تجربه سباقة في إنشاء قوة مدربه ومجهزة فنيا لم يسبق بها العراق على الاقل في الوطن العربي الى اخره من المديريات و الشعب .
والأهم والاخطر هو توفير واختيار أشخاص لهذه الدوائر يكونون على قدر عالي من المسؤلية والانضباط التام والمتابعة وكان ذلك تم جلب عدد قليل من الجيش والقسم الأكبر من خريجين الجامعات وكان البراك يشدد على ان نجلب ناس من المتفوقين أي من الاوائل  على مجموعتهم ترشح الاسماء ويتم فحص أمني لهم وبعدها يفاتحون من قبل مجموعة. وللأمانه اخي فايز كان منهم من يقبل ومنهم من يرفض وكانت التوجيهات بعدم الضغط على أي شخص لتغير موقفه كانت قناعه البراك وبرأيي المتواضع صحيحة أن من لاتوجد لديه القناعة و الرغبه في هذا العمل لايصلح ان يكون جزء من هذه المنضومة تنضم لهم دورات في البدايه كانت مكثفة أي صباحية ومسائية في المعاهد التابعه لنا في فتره بسيطة.
أستاذ فايز تغير مجتمع الأمن العام أصبح فيه نساء ورجال على درجة من الثقافة والوعي . ثق اخي أصبح مجتمع متميز لا أقول مثالي فكانت هناك حالات غير مرغوب بها . ثق اخي فايز كانت تزورنا وفود من دول تنبهر لما ترى تم إنشاء مكتبة غنيه بأمهات الكتب تتحدث عن مختلف المواضيع تاريخ وجغرافية وسياسة وعلم اجتماع وتم جلب مطبعه حديثة خاصه بنا تطبع وتنشر المقالات والكراسات والكتب وتم إيفاد مجموعة الى الخارج تجلب كتب أجنبية وتقوم دائرتنا بترجمتها للغة العربية وتعيد طبعها . أذكر شخص كان مسؤول عن هذا الموضوع اسمه حمود وعندما أقول انا هنا لا أمجد شخص فاضل البراك بل معجب به شخص مؤمن بعمله استثمر علاقاته وثقافته ودعم القيادة له وذكائه وتنظيمه الحزبي وكونه عسكري قام بترجمة كل ذالك على مديريه كانت شبه متهاوية وأصبحت الى ما تطرقنا له وإذا عدنا للسيرة الذاتيه فالبراك كسب عضوية حزب البعث عام 1958 وكان يروي لي في ذالك الوقت ليس من السهل كسب عضوية الحزب إذا لم تتوفر في الشخص مواصفات بعينها والتحق بلكليه العسكريه عام 1962 وكان عضو في التنظيم العسكري في الكلية وكان آمر الكلية العقيد الركن عرفان وجدي وسمعت منه ان التنضيم في الكلية قد كشف وزج البراك ورفاقه في المعتقل ومن الامور التي كان يرويها لي ان المسؤول عن التحقيق معه داخل الكليه اللواء عامر الحمدان وقال البراك ان الحمدان عسكري مهني لم ينتمي الى حزب بذالك الوقت وكنت ألاحظ أن البراك يحترم أساتذته في الكلية عندما يلتقون في المناسبات وكان يشيد كثيرا بللواء عبد الستار المعيني ومن الأمور التي زادت إعجابي للبراك كان يمدح الناس الذين برأيه جيدين وخلفهم وأمامهم يجاملهم ويحترمهم في عام 1964 إلتقى البراك في المعتقل مع الرئيس صدام حسين وأطلق سراح البراك وعاد الى مدينته تكريت واتصل به الرئيس البكر وأبلغه ان المرحلة القادمة هي إعادة تنظيم صفوف الحزب وهنا ظهر اسمه بين أوساط البعثيين أكثر وكانت كنيته أبو العباس وكان البراك وكامل ياسين يسكنون في مشتمل صغير قرب بيت البكر في بغداد وكنت ألاحظ ان علاقة البراك مع كامل ياسين مميزة ولها جذور ومع عبد الرحمن الدوري وفي عام 1966 كان برتبت ملازم أول في مقر مدرسة ه.أ.ك الواقعه في الرشيد العسكري .
العلاقه مع روسيا نقل البراك الى روسيا عام 1970 الى 1976 وهو لم يتزوج بعد وذكر لي شخص من مدينتي النقيب في وقتها ...الزبيدي انه التقى مع البراك في موسكو أول مرة وذكر لي ان البراك كان يتابع عمل البعثات هناك بشكل دقيق وكان يدير ملف تنظيم حزب البعث في روسيا بشكل ذكي واستطاع كسب ود عدد كبير من الأشخاص وهناك تعرف على مجموعه من الضباط امثال نزار الخزرجي والبراك كان يحضر في مناسبات حزبية للحزب الشيوعي ويدخل في نقاش معهم وكما أسلفت في الجزء الأول ظهرت هنا إمكانياته الإستخباريه حيث قام بشق وتجنيد السيد خليل الجزائري أمين عام الحزب الشيوعي العراقي حسب شهادت الشيوعي الاستاذ الدكتور خليل عبد العزيز واعترف البراك أن الحزب الشيوعي صاحب خبرات علمية فريدة من نوعها أحب البراك روسيا كثيرا وكان يقول ان الشعب الروسي نموذج وطني مشرف .
ونعود الى عام 1984 حيث باشر البراك أستلام مهمته الجديده مدير لجهاز المخابرات
في عام 1984 وبعد اجتماع عاصف للرئيس صدام بكوادر جهاز المخابرات بدأت مرحلة جديده في إعادة ترتيب وتنظيم جهاز المخابرات كان جهاز المخابرات سنه 1984 يعتمد في تكوينه على الرعيل الأول للحزب وفيهم من كان يحمل مؤهل علمي ومنهم من لايحمل والجهاز في تلك السنوات كان يؤدي واجباته بشكل جيد مع توفر إمكانيات ماديه جيده هنا كانت فكره البراك بأن يجب ان يكون هذا الجهاز فيه عناصر على درجه عالية من العلم لسبب بسيط هو ان الجهاز يتعامل ويتابع اجهزة مخابرات عالمية وشبكات تجسس على مستوى سبقت العراق بهذا المجال ونحن نعلم أن البراك لديه توجيهات بتقليل عدد افراد الجهاز وانا لا اريد ان أغور في الاسماء كثيرا فهنالك عدد من الكادر استبعد خارج مقر الجهاز ومنهم من خرج خارج الجهاز وهنا اذكر اشخاصا لعبو ادوارا في ما بعد بقضيه البراك امثال عصام خضر الذي استبعد الى بيروت وأصبح مسؤول عن التحقيق مع البراك ومعي وشخص اخر اسمه ضاري نقل خارج الجهاز وبعدها عاد .
فاضل البراك
سبق وذكرت ان أهميه وخطورة البراك هي ليس في المناصب التي أسندت اليه فقط وإنما في توقيتات تلك الملفات ففي عام 1984 كانت الحرب العراقية الايرانية في أشدها وكان العراق لديه الكثير من المشاكل مع محيطه العربي والعالمي اذكر كان موقف ليبيا وسوريا معلن ضد العراق لا بل ان ليبيا القذفي وصل بها الحال الى دعم ايران عسكريا ضد العراق هنالك الكثير من الامور التي حصلت مع ليبيا وصلت حد المواجهه في الساحه ألافريقية والأوربية أسند الملف الى فاضل البراك وبعد عدة دراسات واتصالات وتفاهمات ولقاءات هدأ الموقف وكان قرار القيادة ان يذهب البراك في زيارة غير معلنة ولقاء معمر القذافي وإنهاء الخلاف نهائيا وكنت انا معه كان وفد صغير رتب الموعد مع الاستخبارات اليبية وطارت برقية الى محطتنا هناك كان لدى جهاز المخابرات أخي فايز طائرة خاصة صغيره تقوم بهكذا مهام كم لدي ذكريات مع تلك الطائرة هي شاهد صامت لكثير من الأحداث استقلينا الطائرة من مطار المثنى بعد منتصف اليل متوجهين الى طرابلس وصلناها في الصباح الباكر تم استقبالنا من قبل مدير جهاز الاستخبارات الليبي وأبلغ البراك ان اللقاء مع معمر القذافي سوف يكون عند الظهيره ذهبنا الى مقر إقامتنا وذهبنا بعدها الى مقر البعثة العراقية والتقى بأفراد محطتنا هناك وجاء موعد اللقاء جائت المراسم الليبية واخذتنا وتفاجئنا كنا نتوقع القاء في قصر القذافي وصلت سيارات المراسم الى مطار صغير في محيط القصر ووجدنا طائرة مروحيه بأنتظارنا ولم نعرف ماالقضيه استقلينا المروحية وكان البراك جالس بجانب النافذة وكان يرى اننا خرجنا خارج طرابلس وبعد دقائق نزلت المروحية في الصحراء واذا بخيمة عربيه منصوبة هناك والرئيس القذافي بأنتظارنا سلم فاضل البراك على القذافي وللأمانه لم أحضر القاء فكان مغلق بين الرجلين واستغرق اكثر من ساعتين خرج البراك مرتاح جدا من اللقاء واستقلينا مروحيتنا عائدين الى طرابلس طلب البراك من المراسم ان يتوجهو بنا من المطار الى مقر البعثة العراقيه وليس الى مقر اقامتنا حيث كان البراك ابلغ أعضاءها بأنتظاره دخلنا وعقد اجتماع وتم اعطاء التوجهات وبعدها ذهبنا الى مقر إقامتنا وفي الصباح استقلينا طائرتنا عائدين الى ارض الوطن سالمين غانمين وسرعان ما تبدل الموقف الليبي لصالح العراق وقد تلاحظ اخي فايز انني اشدد على قضيه العلاقات الشخصية فهي مهمة فنشب خلاف بعد ذلك بين ليبيا واحدى الدول واستغل علاقة البراك مع القذافي وتدخل الرجل وحل الخلاف وانا هنا لست بصدد مواقف معينة فهناك الكثير من الأحداث والاعمال لسنا بصدد ذكرها أذكر من الاحداث التي كنت شاهد عليها أو قريب منها فهناك لقاءات مهمه لم اكن معه واجتماعات لم احضرها
وفي تلك الفتره أخي فايز كانت الحرب الأهلية اللبنانية في أشدها وكان العراق منشغلا بالحرب مع إيران كان الملف اللبناني ذات اهميه كبيرة للعراق حيث كانت إيران هناك وكانت سوريا هناك استلم البراك هذا الملف الشائك وداره لسنوات واقام علاقات مع اطراف عديدة هناك وتمثلت في لقاءات واجتماعات في لبنان رغم خطورة الوضع هناك تلك الايام ولقاءات في أوربا وجلب شخصيات مهمه للعراق وعقدت لقاءات مع القيادة العراقيه ومع رأس النظام . أعرف اخي فايز أغلب تلك العلاقات استطاع البراك ان يقيم علاقه شخصية معهم وقيادات وفصائل لبنانية كثيرة وربما اخي فايز الكثير من الناس لا يعلم بتلك العلاقات ليس من السهل ان تقام وتدام علاقات على هذا المستوى وترتيب لقاءات سرية ولكن ثق أخي فايز تمت بسواعد وسهر وتعب إخوانك العراقيين رجال الظل أفراد جهاز المخابرات العراقي على كل المستويات غير طالبين لأي مجد شخصي كان دافعنا وطني بحت هو حب العراق وللتاريخ لم ألاحظ على فاضل البراك يبحث عن اي شيء شخصي وفي القضية الفلسطينية هي القضية العربية المركزيه وكان ذالك الملف موجود لدى جهاز المخابرات وكان الرجال يتابعونه بكل اخلاص وانا هنا لست مع اوضد. أنا أروي ما كان يحصل في تلك الأيام وكيف دارت الاحداث حيث تمت لقاءات كثيرة في دول عديده وتم استقبال القيادة الفلسطينية في بغداد وكان ياسر عرفات ضيف على فاضل البراك شبه دائم
العلاقات مع العالم استطاع الجهاز بتطوير علاقات ومد جسور مع العالم الخارجي واستثمار تلك العلاقات لصالح العراق وكان الجهاز لديه علاقات وثيقه مع الكثير من دول العالم وحل الكثير من التوترات والازمات السياسية وحل المشاكل رافقت البراك في سفرات الى دول أوربا ايطاليا ولندن و المانيا وسويسرا ربما الكثير من الناس اخي فايز يتصور ان ذالك بلشيء الهين ولكن العكس هوه الصحيح هذه العلاقات تحتاج متابعة وتحتاج صبر و مثابره وان ديمومة مثل تلك العلاقات ليس بالهين وفي كل المجالات استطاع الجهاز يقيم صداقات مع كتاب عرب واجانب لدعم العراق وهنا أذكر السيدة هدى الحسيني وفؤاد مطر والياس الفرزلي الخ وكان البراك شخصية مثقفة جدا حيث كان استاذا محاضرا في جامعة البكر في تلك المرحلة أعاد البراك ترتيب الجهاز قدر المستطاع وتم جلب أنضمة حديثة و متطورة في المعلومات ومعالجة المعلومة وبرامج متطور للتجنيد من خارج العراق أخي فايز أذكر في تلك الفترة حصلت انتخابات أعضاء قيادة حزب البعث وفاز فاضل البراك بالانتخابات وطلب الرئيس منه التنازل وأصبح عضو قيادة احتياط .

الجزء الثالث والاخير من شهادتي 
https://haedralussei.blogspot.com/2019/11/blog-post_65.html