الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

فاضل البراك


فاضل البراك
الجزء الثاني من شهادة ضابط مخابرات للمؤرخ فايز الخفاجي
فاضل البراك
تأريخ منسي وملتبس الجزء الثاني
رسالة من ضابط المخابرات السابق (ل.د) إلى المؤرخ فايز الخفاجي
السلام عليكم ورحمة الله
فاضل البراك
أشهد الله أني لم تكن لي أي نية مسبقه في نشر هذه الشهادة . أردت فقط ان أوصل فكرة للسيد فايز عن شخص عملت معه وعن مسيره كنت شاهد عليها وكنت متابع لمقالات سابقه فيها قصص لاتمت للواقع بأي صله ووجدت بلسيد فايز الحيادية والموضوعيه فقررت ان اراسله .
وانا هنا لا اقوم بتمجيد شخص فاضل البراك بغض النظر من يتفق او لايتفق ،او من يحب او يكره فلرجل أشغل مناصب اكثر من حساسه والاهم من المناصب وقت استلامه للمنصب وإدارته لملفات في غاية الخطوره .
ففي عام 1976 عند استلام البراك للأمن العام ومن المعلوم ان الحرب العراقيه الايرانيه لم تبدأ بعد على الجبهات بعد ولكن الحرب كانت معلنه في جهاز الأمن العام وكانت داخل البلد وليس على الحدود . كانت حرب إعلاميه وفكرية و مسلحة احيانا .ساحتها الجامعات و المعاهد والمقاهي والبساتين .
تم انشاء وإعادة هيكله كل من الدوائر أمن المنشأت ودائرة الشؤون السياسية وأمن الدائرة وشعبة الاحزاب الطائفية وتشكيل فوج الطوارئ كانت تجربه سباقة في إنشاء قوة مدربه ومجهزة فنيا لم يسبق بها العراق على الاقل في الوطن العربي الى اخره من المديريات و الشعب .
والأهم والاخطر هو توفير واختيار أشخاص لهذه الدوائر يكونون على قدر عالي من المسؤلية والانضباط التام والمتابعة وكان ذلك تم جلب عدد قليل من الجيش والقسم الأكبر من خريجين الجامعات وكان البراك يشدد على ان نجلب ناس من المتفوقين أي من الاوائل  على مجموعتهم ترشح الاسماء ويتم فحص أمني لهم وبعدها يفاتحون من قبل مجموعة. وللأمانه اخي فايز كان منهم من يقبل ومنهم من يرفض وكانت التوجيهات بعدم الضغط على أي شخص لتغير موقفه كانت قناعه البراك وبرأيي المتواضع صحيحة أن من لاتوجد لديه القناعة و الرغبه في هذا العمل لايصلح ان يكون جزء من هذه المنضومة تنضم لهم دورات في البدايه كانت مكثفة أي صباحية ومسائية في المعاهد التابعه لنا في فتره بسيطة.
أستاذ فايز تغير مجتمع الأمن العام أصبح فيه نساء ورجال على درجة من الثقافة والوعي . ثق اخي أصبح مجتمع متميز لا أقول مثالي فكانت هناك حالات غير مرغوب بها . ثق اخي فايز كانت تزورنا وفود من دول تنبهر لما ترى تم إنشاء مكتبة غنيه بأمهات الكتب تتحدث عن مختلف المواضيع تاريخ وجغرافية وسياسة وعلم اجتماع وتم جلب مطبعه حديثة خاصه بنا تطبع وتنشر المقالات والكراسات والكتب وتم إيفاد مجموعة الى الخارج تجلب كتب أجنبية وتقوم دائرتنا بترجمتها للغة العربية وتعيد طبعها . أذكر شخص كان مسؤول عن هذا الموضوع اسمه حمود وعندما أقول انا هنا لا أمجد شخص فاضل البراك بل معجب به شخص مؤمن بعمله استثمر علاقاته وثقافته ودعم القيادة له وذكائه وتنظيمه الحزبي وكونه عسكري قام بترجمة كل ذالك على مديريه كانت شبه متهاوية وأصبحت الى ما تطرقنا له وإذا عدنا للسيرة الذاتيه فالبراك كسب عضوية حزب البعث عام 1958 وكان يروي لي في ذالك الوقت ليس من السهل كسب عضوية الحزب إذا لم تتوفر في الشخص مواصفات بعينها والتحق بلكليه العسكريه عام 1962 وكان عضو في التنظيم العسكري في الكلية وكان آمر الكلية العقيد الركن عرفان وجدي وسمعت منه ان التنضيم في الكلية قد كشف وزج البراك ورفاقه في المعتقل ومن الامور التي كان يرويها لي ان المسؤول عن التحقيق معه داخل الكليه اللواء عامر الحمدان وقال البراك ان الحمدان عسكري مهني لم ينتمي الى حزب بذالك الوقت وكنت ألاحظ أن البراك يحترم أساتذته في الكلية عندما يلتقون في المناسبات وكان يشيد كثيرا بللواء عبد الستار المعيني ومن الأمور التي زادت إعجابي للبراك كان يمدح الناس الذين برأيه جيدين وخلفهم وأمامهم يجاملهم ويحترمهم في عام 1964 إلتقى البراك في المعتقل مع الرئيس صدام حسين وأطلق سراح البراك وعاد الى مدينته تكريت واتصل به الرئيس البكر وأبلغه ان المرحلة القادمة هي إعادة تنظيم صفوف الحزب وهنا ظهر اسمه بين أوساط البعثيين أكثر وكانت كنيته أبو العباس وكان البراك وكامل ياسين يسكنون في مشتمل صغير قرب بيت البكر في بغداد وكنت ألاحظ ان علاقة البراك مع كامل ياسين مميزة ولها جذور ومع عبد الرحمن الدوري وفي عام 1966 كان برتبت ملازم أول في مقر مدرسة ه.أ.ك الواقعه في الرشيد العسكري .
العلاقه مع روسيا نقل البراك الى روسيا عام 1970 الى 1976 وهو لم يتزوج بعد وذكر لي شخص من مدينتي النقيب في وقتها ...الزبيدي انه التقى مع البراك في موسكو أول مرة وذكر لي ان البراك كان يتابع عمل البعثات هناك بشكل دقيق وكان يدير ملف تنظيم حزب البعث في روسيا بشكل ذكي واستطاع كسب ود عدد كبير من الأشخاص وهناك تعرف على مجموعه من الضباط امثال نزار الخزرجي والبراك كان يحضر في مناسبات حزبية للحزب الشيوعي ويدخل في نقاش معهم وكما أسلفت في الجزء الأول ظهرت هنا إمكانياته الإستخباريه حيث قام بشق وتجنيد السيد خليل الجزائري أمين عام الحزب الشيوعي العراقي حسب شهادت الشيوعي الاستاذ الدكتور خليل عبد العزيز واعترف البراك أن الحزب الشيوعي صاحب خبرات علمية فريدة من نوعها أحب البراك روسيا كثيرا وكان يقول ان الشعب الروسي نموذج وطني مشرف .
ونعود الى عام 1984 حيث باشر البراك أستلام مهمته الجديده مدير لجهاز المخابرات
في عام 1984 وبعد اجتماع عاصف للرئيس صدام بكوادر جهاز المخابرات بدأت مرحلة جديده في إعادة ترتيب وتنظيم جهاز المخابرات كان جهاز المخابرات سنه 1984 يعتمد في تكوينه على الرعيل الأول للحزب وفيهم من كان يحمل مؤهل علمي ومنهم من لايحمل والجهاز في تلك السنوات كان يؤدي واجباته بشكل جيد مع توفر إمكانيات ماديه جيده هنا كانت فكره البراك بأن يجب ان يكون هذا الجهاز فيه عناصر على درجه عالية من العلم لسبب بسيط هو ان الجهاز يتعامل ويتابع اجهزة مخابرات عالمية وشبكات تجسس على مستوى سبقت العراق بهذا المجال ونحن نعلم أن البراك لديه توجيهات بتقليل عدد افراد الجهاز وانا لا اريد ان أغور في الاسماء كثيرا فهنالك عدد من الكادر استبعد خارج مقر الجهاز ومنهم من خرج خارج الجهاز وهنا اذكر اشخاصا لعبو ادوارا في ما بعد بقضيه البراك امثال عصام خضر الذي استبعد الى بيروت وأصبح مسؤول عن التحقيق مع البراك ومعي وشخص اخر اسمه ضاري نقل خارج الجهاز وبعدها عاد .
فاضل البراك
سبق وذكرت ان أهميه وخطورة البراك هي ليس في المناصب التي أسندت اليه فقط وإنما في توقيتات تلك الملفات ففي عام 1984 كانت الحرب العراقية الايرانية في أشدها وكان العراق لديه الكثير من المشاكل مع محيطه العربي والعالمي اذكر كان موقف ليبيا وسوريا معلن ضد العراق لا بل ان ليبيا القذفي وصل بها الحال الى دعم ايران عسكريا ضد العراق هنالك الكثير من الامور التي حصلت مع ليبيا وصلت حد المواجهه في الساحه ألافريقية والأوربية أسند الملف الى فاضل البراك وبعد عدة دراسات واتصالات وتفاهمات ولقاءات هدأ الموقف وكان قرار القيادة ان يذهب البراك في زيارة غير معلنة ولقاء معمر القذافي وإنهاء الخلاف نهائيا وكنت انا معه كان وفد صغير رتب الموعد مع الاستخبارات اليبية وطارت برقية الى محطتنا هناك كان لدى جهاز المخابرات أخي فايز طائرة خاصة صغيره تقوم بهكذا مهام كم لدي ذكريات مع تلك الطائرة هي شاهد صامت لكثير من الأحداث استقلينا الطائرة من مطار المثنى بعد منتصف اليل متوجهين الى طرابلس وصلناها في الصباح الباكر تم استقبالنا من قبل مدير جهاز الاستخبارات الليبي وأبلغ البراك ان اللقاء مع معمر القذافي سوف يكون عند الظهيره ذهبنا الى مقر إقامتنا وذهبنا بعدها الى مقر البعثة العراقية والتقى بأفراد محطتنا هناك وجاء موعد اللقاء جائت المراسم الليبية واخذتنا وتفاجئنا كنا نتوقع القاء في قصر القذافي وصلت سيارات المراسم الى مطار صغير في محيط القصر ووجدنا طائرة مروحيه بأنتظارنا ولم نعرف ماالقضيه استقلينا المروحية وكان البراك جالس بجانب النافذة وكان يرى اننا خرجنا خارج طرابلس وبعد دقائق نزلت المروحية في الصحراء واذا بخيمة عربيه منصوبة هناك والرئيس القذافي بأنتظارنا سلم فاضل البراك على القذافي وللأمانه لم أحضر القاء فكان مغلق بين الرجلين واستغرق اكثر من ساعتين خرج البراك مرتاح جدا من اللقاء واستقلينا مروحيتنا عائدين الى طرابلس طلب البراك من المراسم ان يتوجهو بنا من المطار الى مقر البعثة العراقيه وليس الى مقر اقامتنا حيث كان البراك ابلغ أعضاءها بأنتظاره دخلنا وعقد اجتماع وتم اعطاء التوجهات وبعدها ذهبنا الى مقر إقامتنا وفي الصباح استقلينا طائرتنا عائدين الى ارض الوطن سالمين غانمين وسرعان ما تبدل الموقف الليبي لصالح العراق وقد تلاحظ اخي فايز انني اشدد على قضيه العلاقات الشخصية فهي مهمة فنشب خلاف بعد ذلك بين ليبيا واحدى الدول واستغل علاقة البراك مع القذافي وتدخل الرجل وحل الخلاف وانا هنا لست بصدد مواقف معينة فهناك الكثير من الأحداث والاعمال لسنا بصدد ذكرها أذكر من الاحداث التي كنت شاهد عليها أو قريب منها فهناك لقاءات مهمه لم اكن معه واجتماعات لم احضرها
وفي تلك الفتره أخي فايز كانت الحرب الأهلية اللبنانية في أشدها وكان العراق منشغلا بالحرب مع إيران كان الملف اللبناني ذات اهميه كبيرة للعراق حيث كانت إيران هناك وكانت سوريا هناك استلم البراك هذا الملف الشائك وداره لسنوات واقام علاقات مع اطراف عديدة هناك وتمثلت في لقاءات واجتماعات في لبنان رغم خطورة الوضع هناك تلك الايام ولقاءات في أوربا وجلب شخصيات مهمه للعراق وعقدت لقاءات مع القيادة العراقيه ومع رأس النظام . أعرف اخي فايز أغلب تلك العلاقات استطاع البراك ان يقيم علاقه شخصية معهم وقيادات وفصائل لبنانية كثيرة وربما اخي فايز الكثير من الناس لا يعلم بتلك العلاقات ليس من السهل ان تقام وتدام علاقات على هذا المستوى وترتيب لقاءات سرية ولكن ثق أخي فايز تمت بسواعد وسهر وتعب إخوانك العراقيين رجال الظل أفراد جهاز المخابرات العراقي على كل المستويات غير طالبين لأي مجد شخصي كان دافعنا وطني بحت هو حب العراق وللتاريخ لم ألاحظ على فاضل البراك يبحث عن اي شيء شخصي وفي القضية الفلسطينية هي القضية العربية المركزيه وكان ذالك الملف موجود لدى جهاز المخابرات وكان الرجال يتابعونه بكل اخلاص وانا هنا لست مع اوضد. أنا أروي ما كان يحصل في تلك الأيام وكيف دارت الاحداث حيث تمت لقاءات كثيرة في دول عديده وتم استقبال القيادة الفلسطينية في بغداد وكان ياسر عرفات ضيف على فاضل البراك شبه دائم
العلاقات مع العالم استطاع الجهاز بتطوير علاقات ومد جسور مع العالم الخارجي واستثمار تلك العلاقات لصالح العراق وكان الجهاز لديه علاقات وثيقه مع الكثير من دول العالم وحل الكثير من التوترات والازمات السياسية وحل المشاكل رافقت البراك في سفرات الى دول أوربا ايطاليا ولندن و المانيا وسويسرا ربما الكثير من الناس اخي فايز يتصور ان ذالك بلشيء الهين ولكن العكس هوه الصحيح هذه العلاقات تحتاج متابعة وتحتاج صبر و مثابره وان ديمومة مثل تلك العلاقات ليس بالهين وفي كل المجالات استطاع الجهاز يقيم صداقات مع كتاب عرب واجانب لدعم العراق وهنا أذكر السيدة هدى الحسيني وفؤاد مطر والياس الفرزلي الخ وكان البراك شخصية مثقفة جدا حيث كان استاذا محاضرا في جامعة البكر في تلك المرحلة أعاد البراك ترتيب الجهاز قدر المستطاع وتم جلب أنضمة حديثة و متطورة في المعلومات ومعالجة المعلومة وبرامج متطور للتجنيد من خارج العراق أخي فايز أذكر في تلك الفترة حصلت انتخابات أعضاء قيادة حزب البعث وفاز فاضل البراك بالانتخابات وطلب الرئيس منه التنازل وأصبح عضو قيادة احتياط .

الجزء الثالث والاخير من شهادتي 
https://haedralussei.blogspot.com/2019/11/blog-post_65.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق