الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

فاضل البراك

فاضل البراك




رسالة توضيحية (الجزء الأول)
توثيق المؤرخ فايز الخفاجي
وصلتني رسالة من شخص عمل مع البراك هو العقيد (ل. د) قال فيها :
أستاذ فايز السلام عليكم ورحمة الله :
أنا العقيد (ل . د) تابعت الموضوع الذي كتبته بخصوص المرحوم فاضل البراك وهناك أخطاء أرغب بتوضيحها. أنا عملت مع هذا الشخص لمدة طويلة هذا الشخص .
تعرض للظلم كثيراً فهو شخصية عراقية فريدة من نوعها ثق بكلامي أنا لدي معلومات و وثائق تثبت كلامي و معلومات سمعتها منه مباشرة رحمه الله
فاضل البراك عمل بعد الثورة ضابط أمن القصر الجمهوري قبل أن يكون مرافق للرئيس البكر (رحمهم الله)
أكتب لكم ولو أنا أقيم خارج العراق.
هناك علاقة تاريخية بين أحمد حسن البكر وفاضل البراك تجمعهم من قبل الثورة ، كان فاضل البراك من المقربين للبكر جداً .
فاضل يعتبر البكر والده نُقل البراك مرافق شخصي للبكر بعد أن كان ضابط أمن القصر الجمهوري ثم نُقل إلى روسيا - معاون الملحق العسكري ولكن الوظيفة الحقيقية هي مسؤول تنظيم حزب البعث في أوربا الشرقية.
أكمل البراك دراستة هناك وكانت أطروحة الدكتوراة (دور الجيش العراقي في عام 1941) في حركة رشيد عالي الكيلاني وفي مابعد تم طباعته في كتاب ولدي نسخه هديه وموقعه منه.
هذا الرجل لديه أسلوب إستخباري بالفطرة قام بتجنيد أمين عام الحزب الشيوعي في موسكو (خليل الجزائري) وشقة لصالح البراك بأعتراف الحزب الشيوعي العراقي وكانت هناك وثائق كثيرة تثبت ذلك.
نًقل فاضل البراك إلى بغداد في أوائل عام 1976 بمنصب مدير للإمن العام وهنا تعرفت عليه كان شخص منظم جداً صاحب كارزيما مثقف.
صدم حسين كان لديه علم بأنه لا توجد هيكلية للإمن العام وبصراحة كان الإمن العام في وضع مزري.
عمل البراك بشكل مكثف فقام بإعادة بناء هذه الدائرة وكان مدعوم جداً و محل أعجاب البكر والنائب صدام حسين .
قام البكر بزيارته للإمن العام ونشرت الزيارة في الجريدة وأدت زيارات النائب صدام حسين في وقتها وإتصالاته به يومياً إلى إعادت هيكلية مديرية الامن العام وأُستبعد الكثير من الشخصيات.
الرجل كان يعتمد الكفائه وليس الحزبيه تم نقده على هذه النقطة ولم يتراجع عنها رجل ليس من السهل أن تفرض عليه رئويةو هنا أصبح أحتكاك بين مديريتي الأمن والمخابرات .
في البداية كانت منافسة عمل فالمخابرات كانت تعتمد عكس أسلوب البراك في العمل . فديرية الأمن سبقت جهازالمخابرات في تنظيم الصفوف وكانت معلوماتها أدق بكثير.
العلاقه مع ألمانيا بدأت من هنا كان رأي فاضل البراك أن نعتمد على الخبرات غير الروسية في الامن العام وأستقر الراي على المانيا الغربية وأستطاع أقناع القياده العراقية بذالك وتمت الموافقة . كذلك أقنع المانيا بالتعاون الجدي.
جهز البراك مديرية الأمن العام بنظام للمعلومات والأمور الفنية والعديد من البرامج العلمية المتطورة في ذالك الوقت وتم بناء مركز التطوير الأمني وأستعان بخبراء أجانب للتدريس وشركة المانية فقامت الشركة ببناء مباني وفتح مركز بحوث و مختبرات .ثق قام ببناء صرح أمني مشرف مع العلم أن هناك أخطاء حصلت بقصد أو بدون الرجل لم يكن (طائفياً) عملت بقربة و أنا أفتخر تني من أبناء الجنوب.
للعلم ألتقى البراك والخميني أكثر من (10) مرات وأصبح نوع معقد من العلاقة وكانو يتبادلون الهدايا و البراك من أشرف على خروجة من العراق وأنا لدي الكثير من تفاصيل الرجوع للعلاقة مع الامان تصبحت علاقة وثيقة جداً.
البراك بذكائه أقنع جهات بالتعاون وتوجيهها لمصلحة العراق وهنا من الطبيعي جداً أن تكون سفرات متبادلة وأتصالات فأختير أشخاص عراقيين يتابعون هذه الأعمال في المانيا أذكر منهم (عبد المنعم جبارة) . كان يُسند لفاضل البراك بعض الأمور و أذكر بعض الحوادث التي برأيي الشخصي عمقت الخلاف بين البراك وبرزان كانت المخابرات أرسلت مجموعة لتفجير مقر تابع للإكراد في المانيا وتم القبض عليهم متلبسين من قبل الالمان مما أدى إلى غضب الرئيس صدام حسين على برزان التكريتي .
حاول برزان أقناع الالمان بضرورة أطلاق صراحهم وفشل وفي أحدى السفرات إلى المانيا كنت برفقة فاضل البراك شعر بضرورة أستثمار هذه الفرصة وهي اللقاء مع شخص رفيع المستوى هناك وفي اللقاء الأول لم يفاتح البراك الالمان.
كان البروتكول ينص أن نلتقي في اليوم التالي أذكر على العشاء أتصل البراك مع الرئيس صدام حسين من السفارة العراقية وقبل أنتهاء المكالمة طلب منه تفويض بمفاتحة الالمان بخصوص أطلاق صراح الضباط المحتجزين .
رفض صدام حسين ذلك وقال سلكنا جميع الطرق ولم ننجح طلب البراك أن يحاول فوافق صدام (بتململ) .
في اليوم التالي تم اللقاء مع الجانب الالماني بحضور (4) أشخاص من الأمن العام و حضور (عبد المنعم جبارة) وبأسلوب البراك أقنع الالمان بأطلاق سراح الضباط وتم ذالك صباحاً أتصل البراك بالرئيس وأخبره ففرح جداً .
كان البراك يهتم بالأمور التي من هذا النوع فقام بتكريم كل أعضاء الوفد .
سيد فايز لم يكن تفكيك (3) أحزاب بالشيء السهل على جهاز طور التدريب ولكن ثق تم وضع برامج علمية وخطط سهر عليها الرجال وثابر بدافع وطني بحت أقصد الأحزاب الثلاث :
1-حزب الدعوة
2- الحزب الشيوعي
3- الأخوان المسلمين .
للتاريخ فاضل البراك كان وطني مخلص و شخصية علمية ألتف حولة مجموعة من المثقفين أمثال :
1-مازن الرمضاني
2- سعد ناجي جواد
3-حازم مشتاق
4-حميدةسميسم
5- جعفر ضياء جعفر
ومجموعة من المثقفين وللأمانة كان يتقبل النقد منهم وكان يصغي جيداً لهم .
كان مستوى علاقتة بالمثقفين العرب جيدة. أقرب صديق عربي له (محمد حسنين هيكل) إضافة إلى علاقات مع رؤساء أعرف بعضهم وأعتقد أن هذه العلاقات لم تعجب الرئيس صدام حسين ولا المقربين منه وأصبحت تؤخذ عليه في الوقت الذي كنا فيه نرى أن هناك علاقة عميقة ووثيقة مع الرئيس صدام حسين .
في عهده لم ترى مديرية الأمن العام مدير لدية هكذا دعم مثل فاضل البراك أنا شخصياً من المعجبين به جداً في تلك الفترة لم يضهر أي دور لأخوة الرئيس غير برزان التكريتي الذي أصبح من الواضح أن هناك خلاف مع البراك ولكن من الغريب أن البراك لم يخشى برزان أبداً وكان يتكلم بكل جرئه ولم أراه ينافق وكان صدام حسين كريم معه بسخاء.
قام حزب الدعوة بمحاولتان لأغتياله الأولى لم تنجح حيث تم تلغيم زورق فنجى منها بأعجوبة فشعر البراك بوجوده
المحاولة الثانية : تم أستهدافة في مديرية الأمن العام وهنا شاهدته بعيني أنه رجل شجاع ليس مختبئ خلف حراسة.
استاذ فايز أنا أروي لك ما أتذكرة للتاريخ ففي عام 1983 أقصي برزان من رئاسة جهاز المخابرات وجييء (بهشام صباح الفخري) رئيس للجهاز لم يمضي وقت طويل فأعيد هشام الفخري إلى الجيش وجاء خبر نقل البراك إلى رئاسة جهاز المخابرات بفاجعة للامن العام كان ودود مع المنتسبين كريم جداً معهم كان يسمى في أوساطنا خلستاً (فاضل أبو جنطة) لأنه كان يمشي و خلفه المحاسب يوزع الاكراميات وبنفس الوقت كان شديد ولديه لمسات إنسانية كثيرة ففي أحد المرات ذهب بخطبة ضابط بسيط منتسب للأمن العام .
كان يحضر المناسبات و كثيراً ما ينام في مقر الدائرة ويتجول بأقسامها ويعرف الضباط عن قرب .
جاء كتاب نقله إلى رئاسة جهاز المخابرات العامة ولكنه لم يباشر في عمله فكان يماطل ولاأعرف السبب وبعد تصفية الذمة المالية والإدارية .
ألتحق بجهاز المخابرات ونقل معه (46 ) شخص يثق بعملهم من مكتبه كفانت أيامه الأولى في المخابرات رهيبة الضغط النفسي والعصبي عليه وكان واضح تململة .
كانت دائرته أي المخابرات بصراحة مبعثرة لايوجد فيها نظام واضح ولا صلاحيات قال لي ذات مره بالهجة العامية:
راح نبدي من الصفر علي بيكم همه وكان هنالك ضغط من نوع أخر يمارسة الرئيس صدام حسين وحسين كامل على فاضل البراك للتنكيل ببرزان ومن الغريب في ذالك الوقت لم يصب البراك الزيت على النار كما يقال اعتمد عدم إثارة الرئيس على أخيه برزان أكثر وهنا أقول لك أن لديه ذكاء مفرط فالبراك أعتمد على أشخاص مدنين أذكر منهم شخص أرمني أسمه (ارتين دوش) كان صديق لبرزان وكان الخلاف حول عمل برزان وأن هناك أمور متعلقة بالعمل لم يسلمها برزان بشكل أصولي بسبب سرعة اقالته ومنها أمور مالية لم تصفى و معتقلين لا أحد يعلم من هم اصلاً .
تسغل البراك (ارتين) و قام من خلاله باغلاق الكثير من الملفات وهنالك أمور لم يستسيغ البراك اغلاقها.
وفي أحد الأيام جاء صدام حسين لزيارة البراك في مكتبة وكان الغضب واضح عليه فخرج البراك من مكتبة وطلب من سكرتيرة الدكتور(جمال ذيبان) كان لديه شهادة دكتوراة في القانون فطلب البراك منه جمع كل المدراء و رؤساء الاقسام في القاعه الكبيرة وبعدها عاد البراك إلى غرفته حيث كان صدام حسين جالس فيها .
أبلغ الدكتور جمال ذيبان ، فاضل البراك أن عدد الحاضرين في القاعة أكتمل فخرج صدام حسين والبراك إلى القاعة وكان أجتماع والله عاصف وشديد اللهجة من قبل الرئيس للمنتسبين ولم يدم الاجتماع اكثر من( 15) دقيقة وقال صدام حسين بالحرف الواحد برزان أنتهى كرئيس لجهاز المخابرات و كأخ لصدام حسين ومن أسمع أنه على علاقة ببرزان (اكص لسانه) هذا مديركم الجديد وأشار لفاضل البراك .
أنتهى الأجتماع رجع الاثنان إلى مكتب البراك وخرج صدام من مديرية الأمن العام وهنا أخذ البراك تعليمات من الرئيس تبين مستقبل الجهاز الجديد وقطع علاقة برزان بالجهاز و إعادة هيكلية الجهاز وتقليل كادرة.
بدئ البراك من هنا بإنشاء لجنة متخصصة لوضع هيكل إداري جديد للجهاز تم إعاده هيكلة الجهاز من الداخل وتم إعادة هيكلة المحطات في الخارج وهنا كاتت نقطة مهمة أستغل فيها البراك تعليمات الرئيس بتقليص عدد المنتسبين حيث قام بأخراج كل من لا يحمل شهادة تتناسب مع وضيفتة وهنا أقول لك كان الرجل يحب العلم و يقدرة ومن الاشخاص الذين استبعدو (عصام خضر) لعدم حملة الشهادة الأكاديمية وتم نقله إلى وضيفة متواضعة في سفارتنا في بيروت و من المعروف أن عصام خضر من المقربين إلى برزان وأصبح (عصام خضر) مسؤول عن التحقيق فيما بعد مع البراك ومعي حيث سجنت مع البراك وسوف أروي لك ذلك في ما بعد .
فالبراك عمل البراك( 5) سنوات ونصف مدير لجهاز المخابرات وأعتمد في إعادة هيكلة الجهاز على خبرات (جيكية وفرنسية و كوبية و المانية) و دعم كلية الامن القومي بشدة.
وأنتدب أساتذة من الخارج والداخل لتدعيم مستوى جهاز المخابرات .
كان فيما بعد أغلاق كلية (الأمن القومي) شرط من شروط وقف اطلاق النار على العراق سنة 1991 .
في فترة البراك في المخابرات لمع نجمه أكثر وعزز من علاقاتة أكثر وكتب في تلك الفترة عدة مؤلفات أنصح بقرائتها منها : تحالفات الاضداد واستراتيجية الامن القومي و كتاب مصطفى البرزاني وغيرها.
سيد فايز أنا تروي شهادة للتاريخ ولدي صور و شواهد أرجو أخذ بنظر الاعتبار شيء والواقع الذي نعيشه انا شيعي ولست طائفي ابداً والرجل لم أرى لديه أي طائفية فلدية ولدين الأول (علي والثاني حسين) وروا لي أنه أيام النضال السري كان يلقب ويحب لقب (ابو العباس) .
في تلك الفترة زاد ضغط العمل عليه وأصبح لديه مسؤوليات كثيرة تتعلق ليس بعلاقة العراق فحسب بل بالعالم وحسب شهادة محمد حسنين هيكل أن البراك على علم واطلاع بلغز (احتلال الكويت) تجدهاعلى الرابط أدناه وتبقى هذه أسرار نحن الذين عملنا معه خفيه علينا فهنالك حدود في العمل ولكن نحس بها من قربنا منه سوف أكمل لك شهادتي غداً أن شاء الله وأنا مستعد أذا كان هنالك أستفسار

الجزء الثاني من شهادتي 
https://haedralussei.blogspot.com/2019/11/blog-post_26.html

الجزء الثالث والاخير من شهادتي 

https://haedralussei.blogspot.com/2019/11/blog-post_65.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق