الأربعاء، 24 فبراير 2021

معرفتي بلدكتور فاضل البراك

 

فاضل البراك في واشنطن قبيل اشتياح الكويت 


محمد ارشد ضابط في جهاز المخابرات العراقي السابق

كيف بنى فاضل البراك الجهاز

تعقيبا على مانشرتم سابقاً والتي تركزت على موضوع الدكتور فاضل البراك :
انا شخصياً(محمد أرشد) عملت في جهاز المخابرات العراقي من عام ١٩٧٩ وكما يقال انا ابن الجهاز.
جهاز المخابرات العراقي بتلك الفترة كان قسم كبير منه مشغول بأمور لا تخص عمل المخابرات مثل امن الرئيس وامن العائلة واعداد افراد لحمايتهم وتدريبهم و امور في الداخل لا تخص عمل الجهاز وكان هنالك نقاط ضعف في بعض المفاصل ويفتقر جهاز المخابرات للخبرة وكان يستمد القوة من برزان التكريتي نعم كان هنالك خلاف بينه وبين الدكتور فاضل البراك ولكن نحن المهم لنا من الاكفأ والانسب و ماذا قدم برزان التكريتي.
باشر برزان التكريتي مهامه في جهاز المخابرات عام ١٩٧٦ وحينها كان بعمر ( ٢٥) سنة فهو من مواليد ١٩٥١ السؤال ماذا يحمل هذا الشاب من خبره امنية واستخبارية حتى يقدمها للجهاز لابل حتى على صعيد الحياة ؟
نعم الرجل كان يعمل بجد وتمنى بناء جهاز قوي ولكن الحقيقة الامنيات شيء و الواقع شيء آخر و هذا ليس خطئه حاول بكل السبل ونجح في مفاصل شخصيا اعتقد لو اتى برزان على رأس الجهاز في منتصف التسعينات اي بعد عودته من جنيف لكان الامر مختلف تماما وانا هنا لا اقيم احد منهم .
استمر الحال حتى مطلع عام ١٩٨٤ عندما عين فاضل البراك على رأس الجهاز بدأت مرحلة جديدة ونقله نوعيه ورؤيا للجهاز صحيح تم نقل عدد كبير من الكادر الى خارج الجهاز ولكن البراك وضع شروط للضابط للبقاء و هي مؤهلات و تم بعهده :
1- اقرار نظام ادارة المصادر
2- نظام معاملة المعلومات
3-نظام داخلي
4- تحديد الصلاحيات وفصلها و فصل الساحة الداخلية عن الخارجيه
5- اعتماد الحاسوب الالي
6- تطوير مناهج كلية الامن القومي حتى حصلت عام 1990 موافقة على اجراء دراسة الماجستير في العلوم الامنية والاستخبارية.
7-بدء عمل اكاديمي منظم و العمل على مدرسة الاعداد والتطوير وغيرها.
وجميعها على اسس علمية متطوره يومها حتى اصبح الجهاز مؤسسه رصينه
7- نص بعهده سياقات الاعتقال وكانت واضحه وهي ممنوع القاء القبض على اي شخص الا في حال توفر دليل الادانه و بأمر قضائي اعتبره البعض انه حد من صلاحيات الموظفين فقراره حد بشكل كبير التجاوز ان وجد و مراقبة الهاتف للعراقي وضع لها شروط وضع صلاحيات هذه الامور الى مستويات اعلى تكون مسؤلة.
هذه نبذه عن بواكير ماقام به فاضل البراك الذي ستجد انتقاد من البعض و تأييد له انا شخصيا كنت من منتقديه في بداية عملي معه و بنهاية المطاف اصبحت من محبيه و مناصريه .
الرجل حد من صلاحيات الضباط الصغار بشكل واضح وكان يمنح الصلاحيات للعمل بأختصار وضع دستور للجهاز .
وكان يعتمد الكفائه و المهنيه لا الحزبية ولا القرابة حتى اخوه (خالد) كان بإمكانه ان يعمله ضابط ولكنه لم يفعل بقى اخوه احد افراد المكتب وبعد اعدام اخيه نقل الى (المكتب السوري) في الجهاز وبما يخص متابعة ملفات برزان التكريتي كانت هنالك لجنة من (ديوان الرئاسة) وكان عضو فيها حسين كامل و اخبرني زميل كان قريب من اللجنة ورئيسها الدكتور فاضل البراك ان الاخيركان كثير التقاطع مع حسين كامل و انا سمعت ان اللجنة سجلت بعض المخالفات او التجاوزات على برزان وعلى اثرها نقل( وضاح الشيخ) من مدير (الحاكمة) الى امن (الجهاز) و بعدها قدم الى محكمة وحكم عليه( ١٥) عام وهنا اقول اذا عدنا الى لتاريخ من سبق فاضل البراك من رؤساء الجهاز و حتى من بعض من تلاه
فاضل البراك بعثي منذ ١٩٥٨ و التحق في الكلية العسكرية و عمل بوحدات الجيش و بعد الثورة عمل ضابط امن القصر الجمهوري و مرافق الرئيس البكر و نقل الى موسكو وكان لديه مسؤليات حزبية وامنية و دبلوماسية و درس هناك حتى الدكتورة وعاد مدير الامن العام و قام ببناء هذه المديرية وطورها و تجد في الامن العام مناصريه ورجاله الذين يذكروه بكل خير .
والقصد من هذا السرد أستاذ فايز الخفاجي ان من عام ١٩٥٨ الى عام ١٩٨٤ اي( ٢٦) سنة اكتسب خبره امنيه وعسكريه واستخبارية تمكنه و تؤهله الى ترأس جهاز المخابرات و بنائه بشكل رصين وترك بصمه له وهنا حقيقه البراك شخصيه صاحب كاريزما و مثقف و يتكلم لغات عده و لديه علاقات دوليه مهمه و مؤثره جميعها ساعدته و لديه روح القيادة و مؤهلاتها وانا شخصيا كنت لفتره (سنتان) قريب منه انطباعي عنه هادئ لديه ذكاء مفرط يسمع اكثر مما يتكلم ولكن اذا تكلم تشعر انه صاحب خبره طويله في مجال العمل الامني والاستخباري وذاكره ممتازه واذا عدت الى مؤلفاته تجد انه اختار مواضيع مهمه حتى يومنا هذا مثل :
كتاب المدارس اليهودية والايرانية و كتاب مصطفى البرازاني وكتاب استراتيجية الامن القومي وغيرها
صحيح ان المناصب ساعدته في الحصول على مصادر ووثائق مهمه ولقاء شخصيات مهمه لم تتح امام غيره ولكنه على الاقل استثمر ها.
عزيزي فايز الخفاجي : فيما يخص الجانب( الطائفي) لم اجد لديه طائفية على الاطلاق وهنا اسجل موقف عندما حاول التكريتي مدير امن الجهاز والقريب من حسين كامل حاول دق اسفين بين البراك و مدير عام مكافحه التجسس وكان ( شيعي ) لم يجامل البراك ابن مدينته ولا ابن طائفته على حساب الحق ولم يحسب حساب حسين كامل تعامل بذكاء فابعد مدير امن الجهاز الى دولة مجاوره ونقل مدير المكافحة الى عميد كليه الامن القومي .
وفي تلك الفترة اصبح جهاز المخابرات جهاز اكاديمي مستقر يعرف ساحات عمله حيث شهد الجهاز نجاحات مهمه على المستوى العمليات وصقلت مهارات ضباط عملياته فلعبو ادوار مهمه ممكن اعداد ضابط مخابرات جيد ولكن يصعب اعداد ضابط عمليات الفرق كبير و يفهمني المختصون واصبح في الجهاز كوادر علمية يحسب لها حساب والدورات مستمره وللتاريخ كان هنالك شواذ ولكن السواد الاعظم جيد ويبشر بمستقبل جيد.
مضايقة البراك :
في عام ١٩٨٩ نقل الدكتور فاضل البراك الى ديوان الرئاسة وانا حضرت حفل التوديع الذي اقيم في قاعه السينما وكان هنالك كلام انه سوف ينقل بعدها سفير وحل معاون البراك لشؤن العمليات مدير جهاز بالوكالة السيد فاضل صلفيج العزاوي ابن خالة الرئيس صدام حسين وكانت فترته انتقالية لم يحدث فيها الكثير من الأمور حيث دامت (3) اشهر ونقل بعدها الأخ غير الشقيق للرئيس سبعاوي ابراهيم الحسن مدير لجهاز المخابرات.
بدء كلام غريب يتداول داخل الجهاز عن فاضل البراك ففي تلك الفترة عاد للجهاز اشخاص من الذين نقلهم البراك وللتاريخ معظمهم نقلوا لأسباب علمية اي عدم حملهم شهادة اكاديمية تؤهلهم وبدء بعض الكادر من الذين شغلو مناصب مهمة في الابتعاد او ابعدو و منهم من استقال مثل مدير المكتب الخاص و المصيبه انهم اصحاب خبرات مهمه و كأنهم خدمو شخص فاضل البراك ولم يخدمو مؤسسة مهمه تسهر على امن العراق وتغير شخوص المواقع المهمه بدء الجهاز.
بدء الاعتقالات :
بدأ اعتقال عدد من افراد حمايه البراك فاعتقلت شخصيات علمية واكاديمية كانت تهمتها انهم اصدقاء البراك فشكلت لجنه تتكون من :
1- عبد حسن المجيد - رئيس اللجنة معاون مدير جهاز المخابرات :
1- عصام خضر - عضواً
2-محمد خضير - عضواً
3-و اياد طه شهاب - عضواً
ويقال ان حسيب الرفاعي كان عضو كما ذكر لي شخص كان بالتحقيق ان عبد حسن المجيد لم يحضر سوى (جلستان) وهذا مؤشرخطير اذا صح اتهام البراك ما القضية الاهم حتى يحقق بها بنفسه وهو على رأس اللجنة لماذا لم يكمل التحقيق بنفسه وترك اللجنة للباقين و معروف ان اثنان منهم لديهم موقف شخصي سلبي اتجاه البراك .
وفي تلك الفترة بدأت (عاصفة الصحراء) وبعدها اعتقل فاضل البراك في (بناية المتعددة الطوابق) في المقر حيث كان مقر الحاكمية قد قصف.

فاضل البراك في نيويورك قبيل احتلال الكويت


الشيخ محمود الندا يعتقل مع البراك :
كان التحقيق مع البراك مختصر و مغلق للغاية و بناء على ما تسرب صراحه وللتاريخ لم يكن هنالك قضيه تستحقالاعتقال مثلا اعتقل الشيخ (محمود ندا) وهوه شيخ قبيلة البو ناصر التي ينتمي لها الرئيس والبراك حيث ابرز الجهاز تسجيل صوتي في شقه في ابو النواس يعلق البراك في التسجيل على عودة الفرع الى الاصل ( الكويت ) وهي كلمه كانت متداوله في وسائل الإعلام يعلق البراك عليها ( ان هذا الفرع سوف يحرق الاصل ) و تم مواجهة البراك والندا على هذا التسجيل لم ينكر البراك وقال نعم هذه وجهة نظري و تحليلي ولم اتكلم امام شخص معادي هل هذه مؤامرة ام اعداد الى انقلاب عسكري اطلق سراح الشيخ محمود الندا و ذهب المحققين للبحث عن غيرها وصراحه فاضل البراك كان ينتقد وبقوه ولكن بحدود وحتى في مؤلفاته كان ينتقد الكادر الحزبي و هنا اثير ملف هو ان البراك كان يرعى عائله احد المتهمين في (مؤامرة قاعة الخلد) وكان مصدر الجهاز ضابط سبق قد كلفه البراك بعمل شيء انساني بحت لعائلة المعدوم و البراك قال للمحققين صحيح انه تربطه علاقه عائلية قديمة من ايام موسكو حيث كان يشغل هذا الشخص منصب رفيع في السفاره العراقية في موسكو وقال نعم انا اساعدهم اذا طلبوا ذلك وهل ارمله وايتامها تهدد امن العراق فاعتقل الاستاذ (ظافر) - مسؤل الاليات في الجهاز وكان المحققين يضغطون عليه ماذا تعرف عن البراك الرجل قال طلب مني شيئ عندما حدث فيضان بغداد في منتصف الثمانينات طلب مني ان ارسل اليه نوع لوري الى مزرعته لعمل ساتر ترابي بين الشط و الاشجار و ارسلت اللوري لمدة يومين اعتبر هذا التصرف اهدار للمال العام!!
الحقيقة من المعيب هذا الاتهام ما هي قيمة ايجار لوري هذه تفاصيل لاترتقي مع الشخص ولا مع الحدث وهكذا كان يبحثون له عن تهمه مقنعه تصمد على الاقل لسنوات ولم يجدو فتم فتح ملف (صباح الخياط) كل جهاز و بكل فترات العمل يكون شخص مثل صباح الخياط قريب للجهاز وتتوفر فيه مواصفات خاصه للقيام بعمليات خارج العراق غير مشروعه ولكن بقاموس كل اجهزة المخابرات مشروعة وهنا اتذكر (سعيد المهدي) القريب من برزان التكريتي.
صباح الخياط تم من خلاله استيراد صواريخ من دولة اوربية و توقفت الشحنة في دولة مجاورة للعراق و دخلت بأمان للعراق برعايه جهاز المخابرات العراقي و بالتعاون مع صباح الخياط وغيرها و مثل هؤلاء في نقطة معينة يشعر الجهاز انهم يشكلون ثقل عليه ومن هنا يتبين ان جهاز المخابرات لم يكن لديه ملف واضح او تهمه محدده ضد البراك و اذا صح التخابر يجب اعادة النظر بكل امر اتخذه البراك وهذا لم يحدث.
س: و هنا السؤال ماهو دافع فاضل البراك للتخابر اما المال او امور عقائدية او النساء؟
المال مالايعرفه الكثيرين ان مخصصات مدير الجهاز في تلك الفترة ( 3) مليون دينار يومها المبلغ يساوي في الدولار ( 9) مليون دولار سنويا وغير مطالب لا بفواتير ولا ايصالات وهذه مخصصه للهداية و دفع بعض الامور السرية.

اتهامه بالتجسس لصالح دولة شيوعية

عزيزي فايز الخفاجي :
كان فاضل البراك رجل بعثي منذ نعومة اضفاره و ينتقد الشيوعية حتى في مؤلفاته وشق عدد كبير من قيادات الحزب الشيوعي العراقي وحاربهم فكريا و اكثر من ذلك كيف يعمل لصالح دولة شيوعية (الاتحاد السوفيتي) ملف التحقيق معه كان موجود في المكتب الخاص وبعد سنوات قلت اهمية الملف واطلع عليه القريبن من المكتب ليس فقط الفريق خليل ابراهم عبدالله سلطان من اطلع على الملف التحقيق لم يجد شيئ يتعلق بالتجسس انا اعرف اشخاص اطلعو على الملف التحقيقي و ذكرت لكم ما وجدو والمحققين نعم معروفون ولكنهم متورطين بهذه الجريمة منهم من يفضل السكوت ومنهم من ينكر و منهم من ينزعج لطرح هذا الموضوع ومنهم من اصر على اجرامه بدون دليل .
والحقيقه ان كان هنالك طرف يدفع في اتجاه التنكيل به وتشويه صورته واقناع الرئيس بشيئ مفاده ان فاضل البراك هو الشخصية المؤهلة و المقبولة دوليا و قويه داخليا (لخلافتك) وهنا خط احمر ليس فقط عند الرئيس صدام.
ففي كل الانظمة الشمولية.
بقى في الجهاز أقارب البراك ومنهم ابن اخته (حكم) و ابن عمه وزوج ابنة اخ البراك وصل الى مدير منظومة الشمال المرحوم( أنور) وغيرهم.
هذه حقائق لا يمكن نكرانها و في الختام اقول لكم استاذ فايز الخفاجي نعم فقدنا انجح واهم مدير جهاز مخابرات بسبب خلافات شخصية والحق يعلو ولا يعلى عليه و الشيء المتعلق برحلته الى الولايات المتحدة قبل اشتياح الكويت ليس لدي اي تفاصيل سوى ان احد الضباط كان يعمل حامل بريد دبلوماسي يومها قال انه حمل رساله مغلقه للبراك من بغداد وسلمها بيد البراك حسب التعليمات والتقى به في واشنطن .
أخوكم : المقدم محمد أرشد - مدير شعبة في جهاز المخابرات العراقي
المصدر


السبت، 30 يناير 2021

الصندوق الأسود لصدام حسين الدكتور فاضل البراك

 


فاضل البراك في روما




أثارت حلقة " الصندوق الاسود لصدام حسين" في سلسلة حلقات برنامج "قصارى القول" التوثيقية، اهتمام بعض ضباط جهاز المخابرات العراقية في النظام السابق.
ومن بين الذين تواصلوا مع البرنامج، ضابط سابق، يؤكد أنه على اطلاع وثيق، بملف تصفية مدير الجهاز، فاضل البراك، موضوع حلقة " الصندوق الاسود".

ووفقا لشهادة الضابط الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لأسباب تتعلق بأمنه وأمن أسرته داخل العراق، فإن البراك، المتهم بالتخابر مع أجهزة أجنبية، ذهب ضحية صراع داخل الدائرة الضيقة لعائلة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والتنافس بين فروعها،لأسباب تجارية وشخصية بحتة.

ننشر تعقيب" ضابط سابق على معرفة دقيقة بشخوص القضية وتفاصيلها" كما ورد نصا، وننتظر تعقيبات من شخصيات أخرى اتصلت بالبرنامج، ووعدت أن تدلو بدلوها في قصة فاضل البراك، المثيرة للجدل، والمحاطة بالغموض الى الآن.

إن فريق برنامج" قصارى القول التوثيقية" يتقبل الردود، والتعليقات على البرنامج، وحلقاته بشكل عام، توخيا لتحقيق
مبدأ، البحث عن الحقيقة.

ونؤكد أن البرنامج، يقف على مسافة واحدة من جميع الضيوف، ولا يفرض رأيا، لا على المشاهد ولا على الضيوف.

ننشر نص التعقيب كما وردنا:

الأستاذ سلام مسافر المحترم
تعقيبا على الحلقة الخاصة في حواركم مع المحامي سليمان الجبوري في "قصارى القول" والتي تركزت على موضوع الدكتور فاضل البراك الصندوق الأسود لأسرار الرئيس الراحل صدام حسين كما سميتموه أود أن ألخص لكم معلوماتي وقناعاتي عن معرفة مباشرة ودقيقة بأطراف القضية التي أودت بحياة البراك واتهامه بهذه التهمة الشنيعة تبريرا لتصفيته.

بإيجاز وابتداء فإن تهمة التخابر الذي أعدم بسببها المرحوم البراك عارية عن الصحة؛ وإنما كانت غطاء لأسباب جوهرية
في مقدمتها الصراع الشخصي بين كل من فاضل البراك من جهة وكل من أخوة الرئيس غير الأشقاء سبعاوي وبرزان ووطبان الذي اندلع على أثر تولي البراك مسؤولية جهاز المخابرات خلفا للفريق الركن هشام صباح الفخري الذي خلف برزان في مسؤوليته.

وكان برزان قد استقال على أثر النزاع العائلي للأخوة غير الأشقاء مع أخيهم الرئيس صدام حيث رفضوا موضوع تزويج رغد كريمة الرئيس الى حسين كامل لأسباب لا داعي لذكرها هنا، فقد تلقى البراك تعليمات مباشرة من الرئيس للكشف عن مخالفات برزان تحديدا وحضر اجتماعا دعي له كادر وضباط المخابرات في قاعة مبنى جهاز المخابرات في الحارثية وأبلغهم الرئيس شخصيا بأن برزان كان رئيس الجهاز وأخيه وأنه لم يعد كذلك وأن فاضل البراك هو رئيسهم أو مديرهم الجديد وعليهم الامتثال لأوامره وتعليماته وكأن الرئيس هو ذاته من يأمرهم، وأنه موضع ثقته وأخ له.
استثمر البراك هذا التوجيه والدعم الكبير الذي حصل عليه من الرئيس لتصفية حساباته الشخصية مع برزان المتعجرف وسليط اللسان على فاضل عندما كان مديرا للأمن العام (فقد كان برزان يشعر بعقدة نقص تجاه فاضل المثقف والمكون كرجل دولة كفوء المعتد بشخصيته، خريج الكلية العسكرية بحق والمهتم بالتاريخ والثقافة والحاصل بجهده على شهادة الدكتوراة من أكاديمية العلوم السوفيتية بمعهد الاستشراق في موسكو.

لقد انتهز الدكتور فاضل هذه الفرصة لتصفية حساباته مع برزان فبادر بتحجيم الشخصيات المهمة من الجهاز التي كانت تدين بالولاء لبرزان.

على سبيل المثال نقل مانع عبدالرشيد مدير أمن الجهاز على عهد برزان وجمده في كلية الأمن القومي بإسناد منصب مدير الجناح الاستخباري فأصبح لا يهش ولا ينش وكذلك فعل مع العقيد ذاكر جوبان والعقيد موفق الستية وآخرين بما فيه عصام خضر ضابط المخابرات الشهير، الموالي لبرزان وسبعاوي الذي تولى عضوية لجنة التحقيق مع فاضل البراك المشكلة برئاسة سبعاوي مدير المخابرات وعضوية صدام كامل واياد الدوري وعصام خضر.
وبذلك قضى على مراكز القوى والنفوذ التي كانت موالية لبرزان الطموح لخلافة أخيه في قيادة الدولة.

ولم يكتف فاضل بالإطاحة بمراكز القوى والشخصيات الموالية لبرزان بل أمعن بالتنكيل ببرزان عندما كشف تجاوزاته المالية واستغلاله الفاحش لإمكانات الدولة لمصلحته الشخصية دون وجه حق وكشف للرئيس على سبيل المثال تفاصيل وخفايا ومصادر المال الذي اشترى فيه برزان حقول دواجن كبيرة بالملايين من عائلة الخربيط الثرية والنافذة في محافظة الأنبار ووتفاصيل مملة ومخجلة لا يتسع المجال لذكرها.

هذه الأمور وتفاصيل أخرى كثيرة جعلت برزان يتوعد البراك بالموت في مجالسه الخاصة حيث اعتبر إجراءاته تمس سمعته وطموحه المستقبلي لخلافة أخيه.

ثانيا غادر سبعاوي عمله في المخابرات في وقت برزان حيث اختلف مع أخيه الشقيق وطلب نقل خدماته خارج المخابرات وبالتالي عندما تسلم البراك المخابرات لم تكن هنالك بينه وبين سبعاوي خصوصية في التماس والتنافس.

وينسحب الحال على وطبان ثالث الأخوة الأشقاء ( الذي لم يعمل في الجهاز مطلقا بل تدرج من نائب مفوض شرطة الى محافظ لصلاح الدين ووزيرا للداخلية)، وتشاء الصدف أن حدث تماس بينهما( وطبان وسبعاوي مع فاضل البراك ) بسبب خلاف على استثمار واستغلال مقلع الرمل في الكاظمية على ضفاف دجلة مفرق شارع التاجي الزراعي تطور الى تهديدات عنيفة وجهت لفاضل ومرافقه أدهام من قبل وطبان وسبعاوي وقد لعب هذا الإشكال دورا مهما في تعزيز موقف برزان وقراره بتصفية فاضل باللحظة المناسبة جزاء على ما اقترفه مع برزان وشقيقيه سبعاوي ووطبان.

فاضل البراك



ثالثا بالغ البراك في تنفيذ توجيهات الرئيس بشأن متابعة أخوته غير الأشقاء متناسيا القيم الريفية المتشبعة في عقل الرئيس التي لا تجعله بالمثل الشعبي يكسر عظم مع أخوته مهما بلغ غضبه منهم.

كان البراك غبيا في هذه الجزئية رغم ذكائه العام عندما تصور في لحظة أنه الأقرب الى عقل صدام من أخوته الذين تصالح معهم في لحظة فارقة وعادت الأمور إلى مجاريها بينه وبين أخوته وخرج البراك بوجه أسود رغم أن إجراءاته كانت سليمة ومشوبة بالحماس تنفيذ رغبات وتوجيهات الرئيس صدام.

رابعا: عندما تصالح الرئيس صدام مع إخوته بدأ الأخوة يوحون له أن البراك لديه طموحات تتعدى الخط الأحمر أي يطمح ربما أو يحلم بأن يكون له شأن بعد صدام وتم تصعيد هذه الشكوك والهواجس بعد مصرع عدنان خيرالله عندما سقطت طائرته السمتية جراء تعرضها لعاصفة. وكان الأخوة وتحديدا برزان وسبعاوي الذي خلف البراك على رأس جهاز المخابرات بعد فترة انتقالية تولى فيها فاضل صلفيج المسؤولية (وفاضل صلفيج لا يملك من الكفاءة والتاريخ النضالي غير كونه ابن خالة الرئيس صدام وتميز برعونته وتكبره الأجوف وتعديه على المال العام )الى حين تكليف سبعاوي.

كان الأخوة يستشهدون بعلاقات البراك الواسعة مع شخصيات دولية مهمة على صعيد العالم وعلاقات متينة مع بعض قادة الجيش وعلى رأسهم الفريق نزار الخرجي وعلاقة خاصة مع القائد الفلسطيني أبو أياد وما أدراك ما أبو أياد ميرابو الثورة الفلسطينية وصاحب العلاقات الدولية الخطيرة المتشعبة.

كما لاحظوا أن فاضل البراك أحاط نفسه بنخبة من أساتذة الجامعات في علم السياسة والمجتمع والتاريخ أمثال وميض نظمي وسعد ناجي ومازن الرمضاني وحسن البزاز وحميدة سميسم وعبدالستار الراوي وكاظم هاشم النعمة وعرفان عبدالحميد ورشدي عليان وحسين الجميلي وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم وضباط قدامى لهم تاريخ في الجيش العراقي مثل فيصل شرهان العرس وخليل ابراهيم.

ولفت الأخوة انتباه الرئيس صدام الى أن سفرات البراك الى الدول الأوربية وحرصه على زيارة ألمانيا الشرقية لملاقاة صديقته الشخصية تثير الشكوك. وأن علاقاته مع رجل الأعمال النافذ خارج العراق وداخله صباح الخياط العراقي المتجنس بالجنسية الألمانية الذي كان شريك البراك في أعماله التجارية غير الرسمية وصديقه الشخصي، تثير الشكوك أما علاقاته مع رجل الأعمال حاتم الخوام وأخيه رياض شركائه في عمله التجاري الخاص وأصدقائه، والتي ابتدأت في الكويت عندما كان مدير للأمن العام حيث كان حاتم الخوام وأخيه رياض مقيمين في الكويت ولهما مكتب بسيط تجاري وكانا بنفس الوقت متعاونين مع الأمن العراقي فإنها استخدمت ضده بعد أن كشفت الوثائق التي تم الاستيلاء عليها خلال غزو الكويت عن علاقات خاصة تربط رياض الخوام مع الكويتي وهذه العلاقة أدت الى سيل من الاتهامات الباطلة والملفقة لفاضل بزعم أنها من أرشيف الأمن الكويتي.

خامسا تحدث البراك وهو رئيس للدائرة السياسية في القصر الجمهوري همسا مع صديق له بعد غزو الكويت بأن قرار الغزو مغامرة غير محسوبة سوف تودي بالعراق وأن صدام يصم أذانه ولا يسمع صوت العقل ولا يسمع صوتا غير الذي في رأسه. ويتضح أن هذا الهمس وصل مسامع الرئيس صدام.
سادسا أما بشأن اعترافاته فقد أوصلوه لحالة يتمنى فيها الموت من العذاب والتنكيل لا يقوى عليها بشر كما قال لي ضابط شاب كان بين المكلفين بالأشراف عليه في سجنه. ولذلك أصبح يقول للمحكمة والمحققين كلمة واحدة "نعم" جوابا على كل اتهام وجه له بعدما أدرك نهايته المحتومة مهما حاول الدفاع عن نفسه.

سابعا بشأن اتهامه بالتخابر مع السوفيت والألمان الشرقيين فأن المعروف والمتعارف عليه والمألوف أن تكون لرجل أمن ومخابرات بمستوى فاضل البراك علاقات عمل مع أجهزة استخبارية أجنبية ولا يعني هذا مطلقا أنه عميل لذلك الجهاز أو غيره، ثم لماذا لم ينسحب هذا الأمر على علاقات برزان الأوسع مع شخصيات وأجهزة أجنبية خطيرة ومهمة ومن بينها علاقاته بشخصية سويسرية خطيرة يرتبط بعلاقة صداقة خاصة جدا مع اسحق شامير رئيس الوزراء الأسرائيلي الأسبق الذي بعث من خلاله بوساطة برزان رسالة خطية تحذيرية وودية الى صدام بعد أن خرج منتصرا من الحرب الإيرانية العراقية وبدأ بالتحرش بإسرائيل ( تلك الرسالة التي رفضها صدام ورد عليها بعنف)
ثامنا لابد من التنويه أن فاضل البراك كان شخصية مكونة كرجل دولة رفيع المستوى ومكون مهنيا وعلميا ويعتبر أفضل مدير جهاز في تاريخ جاز المخابرات العراق من الناحية العلمية والحرفية.

وأخيرا زواج برزان من أرملة البراك فتلك قصة أخرى تلخص الحقد الدفين الذي يكنه برزان للدكتور فاضل فبعث له وهو في قبره من خلال زواجه بأرملته رسالة تعبر عن روح سادية مريضة تجيب على شطر من السؤال! لماذا تمت تصفيته؟
وتبقى السيناريوهات في الأنظمة الشمولية ترسم وفق ما يرتأيه الحاكم الآمر والناهي بما يرضي سياساته ومزاجه.
هذه بتقديري العوامل التي أودت بفاضل البراك وحسمت مصيره وليس التخابر مع السوفيت والألمان الشرقيين بتاتا، ولا وثائق الأمن الكويتي وأرشيفه.

إنه بريء من تهمة التخابر مع الألمان الشرقيين والسوفيت براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام. وهذه شهادتي أمام الله والتاريخ وأنا مسؤول عنها، وهي ستظهر مع مذكراتي بعد وفاتي أو أذا تهيأت الظروف المناسبة في حينها.

لكم الشكر والتقدير.
التوقيع
ضابط مخابرات سابق على معرفه دقيقة بشخوص القضية وتفاصيلها.

المصدر 

https://arabic.rt.com/prg/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%B5%D9%81%D9%89-%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B5%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%82%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%AF-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%BA%D8%B2%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%AA-1190409/%D8%A7%D8%B3%D8%A3%D9%84-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1/

الخميس، 8 أكتوبر 2020

كلية الامن القومي فاضل البراك يستقبل الدكتور حامد ربيع

كلية الامن القومي
الدكتور فاضل البراك يستقبل الدكتور حامد ربيع 

صرح يستحقه الرجال

تأسست في نهايه السبعينيات خرجت اخر دوره عام
1993 الدوره 15 شهادتها بكلوريوس علوم امنيه وعسكريه خريجيها يوزعون على جهاز المخابرات و الامن العام والاستخبارات العسكريه حسب رغبة الطالب ونتائجه تتبع اداريا جهاز المخابرات مدير الجهاز هوه رئيس المجلس الاعلى للكليه تدرس علوم عسكريه و امنيه وفنيه ومعلومات و امن المعلومات و محطات و لغات و جغرافيه و اقفال و لغات و قانون وتاريخ و فيزياء و علوم اخرى .الدراسه فيهل ثلاث سنوات يشارك الطلاب بفرضيتين عسكريتين بشهر اب في منطقه البو سيف ( الموصل ) المتخرج منها يحصل على رتبة ملازم ثاني مكانها حي الجهاد بنتها شركه اجنبيه والحق بها عام 1987 معهد فني لضباط المخابرات تعاقب على عمادتها عمالقه الجيش العراقي امثال العميد الركن عبد الملك والعقيد الركن حسين وغيرهم كان يحاضر فيها اساتذه عرب واجانب مثل البروفسور المصري حامد ربيع و الدكتور فاضل البراك اغلقت رسميا بعد تخرج الدوره 15 ويقال كان اغلاقها شرط من شروط وقف اطلاق النار بعد حرب الخليج .
صور تذكاريه اللواء الدكتور فاضل البراك يستقبل البروفسور المصري حامد ربيع بعد القاء محاضره داخل الكليه .

الدكتور فاضل البراك مع الدكتور حامد ربيع 

الدكتور فاضل البراك و الدكتور حامد ربيع داخل كليه الامن القومي


مصدر الصور https://www.facebook.com/groups/841925372584291/permalink/3432421810201288/



الاثنين، 13 يوليو 2020

عبدالمجيد الزيدي مع فاضل البراك في قاعدة( H3) الوليد الجوية(1967-1968)


 عبدالمجيد الزيدي مع فاضل البراك

                                 نشر اللواء المتقاعد عبد المجيد الزيدي ابو ( صلال ) 
صوره تذكاريه وكتب 
 
            
الملازم الأول (عبدالمجيد الزيدي) مع الملازم (فاضل البراك) في قاعدة( H3) الوليد الجوية(1967-1968)
                      



الاثنين، 6 يوليو 2020

عبد السلام احمد حسن البكر عن فاضل البراك




فاضل البراك



كتب المهندس عبد السلام احمد حسن البكر 
المزايدون في كل وقت
بُعيد إنتهاء الحرب الإيرانية شُكلت لجنة لمراجعة القوانين والقرارات التي اتخذت بحكم ظروف الحرب لإلغائها أو تعديلها تخفيفاً عن النّاس ولإضفاء أجواء السلام ،،
يقول الدكتور فاضل البرّاك رحمه الله والذي كان عضوا في اللجنة أو رئيسها (لا أتذكر) أن العجيب إصرار ممثلي بعض الوزارات على التشديد بحجة دواعٍ أمنية وأنا الذي أمثل الجانب الأمني أصر على التيسير وعدم التشديد !!


الخميس، 18 يونيو 2020

فاضل البراك طالب في الكلية العسكريه عام 1962

فاضل البراك التحق بلكلية العسكريه عام 1962

الهويه العسكرية فاضل البراك عندما كان طالب




الخميس، 4 يونيو 2020

فاضل البراك ولجنة الإنسحاب من الكويت دكتور كاظم هاشم نعمه - الحلقه الاخيره


فاضل البراك في تركيا


الحلقة الأخيرة من يومياتي.... أنا والرئاسة
زيادة في التوضيح
لقد أتى الدكتور مازن الرمضاني على تقديم توضيح إلى النص الذي نشر في الحلقات الخمس عن يومياتي في الرئاسة. وكنت احسب أنه سوف يُصّوب ما جاء في النص أو يرفده بما لديه من معلومات غير التي أتيت عليها.
اولأ-أشار في توضيحه إلى ان ذكر أسمه لم يرد، لكنه قد جاء ذكره في النص بعدما توسع عدد اللجنة من اربعة إلى سبعة.
ثانياً- والملاحظة الثانية مسألة ليست بذات أهمية كونها تدلنا إلى الذي كتب المقترح. حسب علمي وما كتبه الاستاذ عبد الملك ياسين في كتابه( حتى لا تضيع الحقيقة) وتيقنت منه بالهاتف انه بخط يده وهي وثيقة تأريخية بحق.
ثالثاً- إن اللجنة لم تعلم حالها حال غيرها بإقدام العراق على استخدام القوة العسكرية قط. لايصح استراتيجيا ان يفشي الرئيس صدام حسين عن عزمه على استخدام القوة العسكرية وليستأنس برأي اللجنة أمر محال في محال في محال. ما اشار اليه دكتور مازن في توضيحه بقوله ( كما إن عدد الذين اقترحوا عدم استخدام القوة العسكرية ضد دولة الكويت كانوا فقط اربعة من مجمل اعضاء اللجنة) يوحي إن اللجنة كانت على علم. هذه معلومة غير صحيحة قط لذا أرجو التوكيد عليها.
فهناك الجالية العراقية "بدون" والتي من الممكن تجنيد بعض منها في قوات الجيش الأمن، وقيام مصالح اقتصادية من شركات وعمالة عراقية عوضا عن الاجانب، كما هناك الجالية الفلسطينية التي أيدت دخول العراق الى الكويت. ففي وسع العراق أن يعيد حكم آل الصباح ويجري التفاهم على صيغة من الرباط السياسي غير المؤسسي عوضا عن الوحدة او الفيدرالية او غيرها.
وجادلت بان السعودية قد تحبذ هذا الخيار فمع أن ليس من مصلحتها أن يكون العراق قويا ومتحديا لدورها، فإنها تخشى من عواقب وهن العراق مما يجعلها تواجه إيران على إنفراد. وبما أن امريكا ، كما قالت السفيرة، لا تضغط على الحلول العربية في حل الخلافات العربية فإنها سوف لن تعترض على تفاهم عراقي كويتي له ابعاده الامنية في مواجهة التحديات الإيرانية في المستقبل. إن أمريكا تريد عراقا يصد إيران أو يتوازن معها. وإنها لا تريد الاعتماد على السعودية وحسب في أمن الخليج العربي فتبتزها السعودية.
فاضل البراك

إن امريكا قد امهلت العراق الفرصة لتدبير وجوده في الكويت ولم تهب مباشرة لإخراجه من الكويت. ولا يصح القول إن امريكا كانت تنتظر اختمار بيئة إقليمية ودولية لخلق شرعية لعملها العسكري لعجز في القدرات العسكرية. لقد امتنعت امريكا من اخراج العرق بما لديها من قوات في الخليج العربي وفي تركيا ان تطرد العراق. لقد اعطت واشنطن فرصة كادت ان تكون طويلة لتعمل الدبلوماسية العربية والدولية على اقناع العراق بالانسحاب. إن امريكا لم يكن ثمة ما يمنعها أن تقدم على عمل من طرف واحد ويركب معها في الزورق مجاناً كل من يشاء وكانوا كثيرين من عرب وغير عرب.
إن الشكوك في التعهدات الفرنسية والسوفيتية لا تشفع لها حججها. إن في وسع العراق أن يطالب بأن يكون الانسحاب تحت خيمة دولية وليس أحاديا من جانب العراق، او بوصاية من الامم المتحدة ويشترك فيها دول من حركة عدم الانحياز والدول العربية.
إن الخطر المتمثل في إيران على المصالح الأمريكية والغربية يحث أمريكا على أن تؤمن عراقا قوياً بعد الانسحاب. إن امام أمريكا ثلاثة خيارات.اولاً، أن تترك الخليج العربي لإيران بعد الحرب. ثانيا، دعم عراق قوي يتعاون مع السعودية في مثلث امريكي- عراقي – سعودي. ثالثا، أن تتولى أمن الخليج العربي بنفسها فتصبح في مواجهة إيران وجها لوجه. إن الحل الثاني هو الارجح لتامين الأمن والاستقرار في المنطقة والازهد كلفة. إن فيه مزايا ايجابية لخدمة مصالح امريكا. فمن الناحية الاولى سوف لن يكون امام إيران وهي تواجه المثلث فرص في المستقبل المنظور لتتمرد من جديد وتحيي دولة الثورة وتصديرها، بل سوف تسعى لتتعايش مع دول الخليج العربي كدولة. ومن الناحية الثانية، إن دول الخليج العربي لن تستطيع أن تستغني عن العراق ،وبالتالي فمن مصلحتها أن تحتويه وليس عزله ونبذه. ومن الناحية الثالثة، سوف يكون العراق والسعودية تحت جناحي الولايات المتحدة وعندها لا تحديات لسياستها في المنطقة.
إن الانسحاب لا يعني نفض اليد من تلك الحجج والاسباب التي ساقها العراق ضد الكويت. إن بيد العراق روافع للضغط على امريكا والسعودية لتتعاطف مع المطالب العراقية شرط أن تكون عادلة ومقبولة . لا يوجد في الحروب والانسحاب استسلام غير مشروط قط. لقد رفع تشرشل هذا النداء في العرب العالمية الثانية، وعندما جلس الخصماء عند الطاولة كان ذلك بشروط.
فاضل البراك

لم يتضمن المقترح تفصيلات لترويج الفكرة الاساسية، وقد يقول البعض إن ذلك لم يكن صائبا من جانبنا والسبب في إننا لم نفعل ذلك هو إننا ما كنا نرسل الى الرئيس دراسات بل خيارات. ويقع عليه ان ينتقي منها ما يراه وهو هذا عين الصواب في عمل أي لجنة استشارية أو مستشار. فالدور ليس مؤسسي بل تكميلي بالنسبة للجنة ليس لها سلطة أو يترتب على ما تقترحه من بدائل مسة في عواقب الخيار المنتقى. إن الانتقاء من سلطة الرئيس، وإذا اوصت بالخيار المنتقى فعندها تكون اللجنة قد أدت دورين متناقضين. تقترح وتوصي بتفضيل معالجة على أخرى. إن الأمر ليس كذلك. لقد وضعنا أمامه إما أو. ويقع عببء الاختيار عليه. حبذ بعضنا المقترح وتحفظ آخرون. لقد كان دكتور فاضل مع تقديمه.
فاضل البراك

.
هذه بضاعتكم ردت إليكم
. مضى اسبوع على حمل المقترح إلى الرئاسة. التقينا في اليوم المعين كما هو الحال كل اسبوع. كان بيد فاضل الملف الوردي اللون الذي طويت فيه ورقة المقترح. جاء وتعابير وجهه تقول واحسرتاه.. أخبر الاستاذ عبد الملك ياسين وارجع إليه مقترحه. وكان يخاطبه في اغلب الاحيان " خالي" بنبرة ريفية خاصة مفعمة بالتقدير والود. وقد جاء الاستاذ عبد الملك ياسين على ما وقع في مذكراته " حتى لا تضيع الحقيقة". لم يشرح لنا لماذا لم يقدم المقترح. وأكتفى بالقول إن الموقف الذي وجده في مكتب الرئيس لا يشجع على تقديمه. أدركنا ما كان يرمي إليه بقوله هذا. ما هو الأمر الذي صده عن تقديمه؟
لقد كنت في كثير من الاحيان انفرد بدكتور فاضل واستوضح منه بعض المواقف عند الحاجة. اقتربت من دكتور فاضل ونحن نَهم بالخروج فسألته لماذا لم يقدم المقترح. قال لي إن الموقف الذي وجد نفسه فيه لم يكن مشجعاً على تقديم ما تضمنه المقترح، فقد كانت أفكار الانسحاب لربما قد أشير إليها من بعيد أو قريب وطَرقت سمعَ الرئيس أو تحسس بأنها تجوب في عقول بعض الذين حوله. وقال إن فكرة الانسحاب عند الرئيس كانت تعبر عن الانهزام، إنها خط أحمر بالقلم العريض، بل إنها الخيانة. وعقابها ليس خفيا على اللبيب، قلت مع نفسي.
فاومأ بيده على عنقه موحيا بما معناه حز الرؤس مخففا عليّ وقع تمثيله لما كان يتوقعه لو كان قد عرض المقترح على الرئيس بتلك الابتسامة التي تكون على وجهه عندما كان يخاطبني.
وكيف علم فاضل بذلك ؟ هل هو من بنات استنتاجاته أم أن عبد حمود، المقرب من الرئيس والذي يقدم له البريد، أطلعه على التوجه عند الرئيس؟ لماذا لم يقدم فاضل المقترح بنفسه للرئيس على انفراد؟ هل فعل ذلك مرة مع ما كنا نرفعه للرئاسة؟ مما لا ريب فيه إن انفراده بالرئيس ليس بالحدث غير المعتاد بالنسبة له، فقد كان رئيسا للجهاز وإن كثيراً من القضايا الجسام لا يمكن ان يتخذ القرار بشأنها بنفسه دون أخذ الموافقة من الرئيس. هل خشي على نفسه من رد فعل الرئيس؟ ألم يعلم أن من مهمات لجنة استشارية أن تقدم ما تنصح فيه، وليس لإرضاء أهواء الرئيس؟ أليس في وسعه الدفاع عن الرأي بنفسه بأن هذا رأي اللجنة وليس رأيه، وإن ليس من الصائب حجبه عنه فهو الذي قام بتشكيل اللجنة بنفسه طالباً النصح منها ففي حجبه خطا جسيم، إذ لا يصح أن يُعرض على الرئيس ما يحلو في عينه وتطمئن إليه نفسه فقط، بل في السياسة إن الخيارات الصعبة هي التي يُمتحن فيها القادة. وإن الذي يستجدي النصح على علم بيقين أنه يواجه مِحَناً ومصائب إن هو لم يتخذ القرار السليم والصحيح. لماذا جاء بنا إذا كان لا يريد ان نُسمعه كلَ شيء حلوه ومره، صوابه وخطله، باطاله وشرعه ،؟ هذا من جهته.
فاضل البراك

وأما من جهتنا لا حق لنا أن نعفي انفسنا من قسط من اللوم والمسؤلية. لا يصح أن نكون لجنة من خبراء مارسوا السياسة والدبلوماسية لعقود وأساتذة لهم باع في ميدان تخصصهم اكاديمياً في السياسة تودي دور المتفرج أو المثني والمادح والمستبشر والمهلل. لقد كان من الواجب أن نفعل أحد الأمرين. إلحل الأول ،أن نطلب إعفائنا جماعة او فرادا. وهذا أمر محال. فلا أحدَ يحسدنا على الحال الذي كنا فيه . فمن يجرأ على أن يقف في وجه سلطة كسلطة الرئيس. فلا أظن إن في تاريخ السياسة العراقية أن التمس وزير أو عضو لجنة ان يُعفى او يقدم استقالة بسبب وغز ضمير أو وجدان يفسده باطل.. فما بالكم بأعضاء لجنة من صنع يده. وإلطريق الثاني، أن نتدبر الأمر في كيف نضع المقترح على طاولته. لم نناقش كيف لنا أن نفعل ذلك. غلب علينا مدرك أن الرفض قد كان امراً مقضياً. وهنا لا مفر من سؤال أليس من مسؤلية الدكتور فاضل أن يَهِب في هذه الحالة ويضغط على عبد حمود ليقدم المقترح. وإذا امتنع عبد حمود ففي وسع دكتور فاضل أن ينوب عنه ويحمله إلى الرئيس بنفسه.
ولا أظن أن دكتور فاضل تتقطع به السبل للوصول إلى الرئيس وجها لوجه. إنه يعتلي منصب مستشاراً سياسياً وهذا يعني أن لديه فرص الوصول إلى الرئيس. إن المستشار لا يبقى ينتظر حتى يستدعيه الرئيس لغرض يريد أن يستانس برأيه، وإنما يطلب المستشار من الرئيس أن يستقبله لقضية عاجلة وخطيرة تستوجب أن يتخذ بشأنها الرئيس القرار. والقول بان الموقف لم يكن ملائما لعرض المقترح ضعيف الحجة. لقد كان في وسع الدكتور فاضل أن يتريث حتى يحين موقف ليقدم فيه المقترح، فليس الأمر على درجة من الخطورة ليقدمه في ذلك الحين. كما إن في وسعه أن يحمله معه الى اللجنة لتعيد النظر فيه من حيث وجوب تقديمه من عدمه. لماذا نكص عن فعل ذلك؟ ربما إنه أصبح منكشفاً امام سبعاوي وكان يدرك بأن تولي سبعاوي جهاز المخابرات سوف يجعله ضعيفا أمام جبهة من الرئيس وأخيه. إن الخوض في جدل ما كان في خلد الدكتور فاضل وهو في مكتب الرئيس وبيده الملف ضرب من التأويل. أعتقد إن الاسباب كثيرة. ولا يساورني الشك قط بأن دكتور فاضل لم يكن مع المقترح. فلماذا حمله إلى الرئيس إذا كانت لديه قناعة أو حدس أو معلومة بأن رفض الانسحاب أمر نهائي ويترتب عليه عواقب وخيمة.
إن هذه هي المشكلة الأم في عملية صنع القرار في أنظمة سلطوية وفردية وتغيب عنها المؤسسات والمراكز. ومن هذا الموقف يتضح إن ما كان يبدو من خطوات في عملية صنع القرار ذات مغزى ومنافع، فإنها في الحقيقة خطوات صورية أو مؤقتة، او لتعالج قضايا ليس بذات أهمية استراتيجية.
ولعمري الحق مع كل من يسأل فلماذا جاء الرئيس بهذه اللجنة الخاصة به والتي حدد نشاطها في السياسة الخارجية.
وفي الجملة، هل كان الرئيس سوف يأخذ بنصيحة الانسحاب؟ الجواب عندي هو كلا يقيناً.
"لو" كان قد أخذ الرئيس بالمقترح لما كان الذي كان
لو كان الرئيس صدام حسين قد أخذ بما كان يريد من اللجنة أن تعينه عليه في تدبير السياسة الخارجية للعراق، لما كان الذي كان. و إن كان التحليل بفن "لو" ضرب من المحال. ومع ذلك، يكتظ تاريخ العلاقات الدولية منذ بداية عصر الدولة القومية في القرن السابع عشر وحتى يومنا بقرارات وافعال لا تختلف عما فعله الرئيس صدام حسين. لقد ضمت الصين التبت. وتراها جزءً من التراب الوطني وتحذر كل طرف لا يرى التبت كذلك ولم تتحرك الهند رغم وقوف امريكا والاتحاد السوفيتي مع الهند ضد الصين في الحرب بينهما، ثم تتصارع الصين على جزر في بحر جنوب الصين واحتلت عددا منها، وتحاجج بانها جزء من التراب القومي الصيني، ومنذ ثورة 1949 والصين تطالب بتايوان. واحتلت اسرائيل الضفة الغربية والقدس ولم يخرجها احد، واحتلت إ يران الجزر العربية طنب الكبىرى وطنب الصغرى وأبو موسى ، وتزعم انها جزء من وحدة ترابها القومي ولم يهب العرب وامريكا والغرب لإستعادتها ،واحتل بوتين ابخاسيا من جورجيا والقرم من اكرانيا ولم ينصر أحد اكرانيا.
فاضل البراك



وفي النهاية:
إن المقترح لم يكن بمبادرة من الدكتور فاضل البراك، بل من الاستاذ عبد الملك ياسين وبخط يده والفضل له.
هل تبنى الدكتور فاضل المقترح؟ نعم. كان يشارك في الجدل فيه وليس مستمعا وكان يدلي برأيه ولم أشعر بانه غير معني بما كنا نتداول فيه.
لقد كان في وسعه أن يشير إلى عدم جدوى تقديمه إلى الرئيس لإنه كان يعرف مسبقا ما هي عواقب تقديمه عليه وعلينا، ولكنه لم يفعل ذلك.
ولقد كان في وسعه أن لا يحمل المقترح إلى الرئاسة بسبب أن بعض الاعضاء كان لديهم تحفظ ، ولكنه آثر أن يرفعه إلى الرئاسة.
لقد كان يدير الجلسات بفن لا يتعذر على أي عضو في اللجنة أن يدرك بأن مثل هذا التوجه في التفكيرغير مقبول عند دكتور فاضل.
إن مقترح الانسحاب لم يُوضع أمام أعين الرئيس صدام حسين.
هل إن الدكتور فاضل أعدل عن ذلك بعدما أدرك أن فرصة قبوله يائسة، وهو رجل سبر بحكم مهنته قراءة المناخ الذي ساد حينها. هذا ما اميل إلى الأخذ به.
هل إن عبد حمود أسدى له نصيحة بأن لا يعرض المقترح. ليس لدينا ما يهدينا إلى الاجابة على هذا السؤال. ولا يصح الافتراض بأن عبد حمود لا يطلع على المذكرة قبل أن يعرض البريد على الرئيس حسب سياقات أي سكرتير. لذلك، اذهب في هذا الاتجاه بأن عبد حمود حذر الدكتور فاضل من مغبة عرض المقترح. إن عبد حمود هو الأقرب إلى الرئيس مِنْ أي شخص آخر حوله ويكون حاضراً في أغلب لقاءات الرئيس مع الضباط وغيرهم. وقد ادرك موقف الرئيس من الانسحاب أو أي تلميح به كخيار. ولا يوجد بين عبد حمود وبين الدكتور فاضل ضغائن وخلافات ليغرر به لتقديم المقترح انتقاماً منه، وبذلك يكون قد أخذ بيد الدكتور فاضل بدون علم منه إلى حتفه. ولا ريب إن عبد حمود كان يدرك إن من بين العسكريين الذين يتحادثون مع الرئيس من الذين يفضحهم لمعان عيونهم و تبدو على وجوههم علامات عدم الرضا وعدم القناعة بما يسمعون من معاندة وكبرياء وغطرسة في قدرة العراق على مواجهة أمريكا والمجتمع الدولي. ولا ريب إن القادة العسكريون كانوا أكثر درية من الرئيس بالحال الذي آلت إليه القوات العسكرية العراقية بعد حين قصير من الحصار. ولا ريب إنهم كانوا يخبئون الحقيقة المرة.
ومثلما نحن أعضاء اللجنة لم نتمسك برأينا ونحث الدكتور فاضل على أن يفعل ما ينبغي عليه أن يفعله كرئيس للجنة أن يعرض القرار على الرئيس، فإن القادة العسكريون تقع عليهم مسؤلية تاريخية أيضا كونهم آثروا الصمت على النطق. فلا أحسب لو كانت هناك حوارات مكشوفة وشفافة في اجواء اعتيادية يأمن المتحدث فيها على نفسه وعلى الذين يشاطرونه الرأي لما تردد نفر من الضباط الكبار بتحذير الرئيس من خطوات خطيرة اتخذها مثل الحرب على الكويت أو جدوى الانسحاب. إن التشاور مع عدد قليل من الذين حوله والاخلاء والمخلصين له مهما فعل والذين لا يمتلكون القدرة على اسداء النصح السديد لا يتعدى كونه اسماعهم بما كان يروم القيام به. وكان يترقب من سامعيه أن يكبروا فيه ويهللوا له على الاقدام على مثل هذا الفعل. ويبقى الافتراض هو لو ضحى قائد عسكري بحياته وحذر الرئيس من القيام بالحرب على الكويت، ثم حذى حذوه آخر، لأعدل الرئيس عن فعلته.
ولنا دالة في حادثة احتلال الراين، التي كانت تحت الوصاية الفرنسية بعد الحرب العالمية الأولى، من قبل القوات الالمانية في 1936 على جرأة ابداء الرأي من قبل العسكريين، فعندما غامر هتلر وأمر باحتلال الراين حذرته القيادة العسكرية العليا بأن لا قدرة للقوات الالمانية على مواجهة بريطنيا وفرنسا. ولحسن حظ هتلر لم تتحرك بريطانيا وفرنسا، ومع ذلك، نهضت القيادة العسكرية بدورها فأبدت برأيها. وليت القيادة العليا العسكرية فعلت ذلك. ولكن مَنْ هي تلك القيادة العسكرية العليا لتفعل ذلك؟ أكانت حقا قيادة عسكرية عليا بما تعنيه؟ كانت تتكون من حسين كامل، الذي لا صلة له بالعلوم عسكرية لا من قرييب ولا من بعيد قط، وعلي حسن المجيد الذي درسته في كلية الدفاع في جامعة البكر وكان أمره كذاك الذي جاءوا به من بعد تحصيله في الابتدائية إلى الدراسات العليا ليسمع في الاستراتيجية والتخطيط والسياسة الخارجية والسياسة الدولية وفن إدارة الدولة، وسبعاوي وقصي وهم الجدار العائلي للرئيس. وجميعهم عسكريون اسماً وفي القيافة ولا يفقهون في الشئؤن العسكرية شيئأ قط، أما الفريق الركن إياد الراوي فليس من طبعه الاعتراض كما أرى. لقد درسته في كلية العلوم السياسية المسائية ولم أر منه إلا الوداعة والعفة والسكينة، حتى إنه لا يثير سؤالاً. والفريق الركن حسين رشيد الذي لا أظنه يجرأ على غير قول نعم سيدي أمام الرئيس.
هل إن محاولة تقديم المقترح من بين اسباب إعدام فاضل البراك؟ لكل امرىء فرصة أن يخلص إلى جواب. والرأي عندي نعم. إنها القشة التي قصمت ظهر الجمل. لو كان دكتور فاضل على علم بأن مصيره هو الهلاك بتهمة لا تجد لها مصداق عند عاقل، لكان من الفضل الكبير له أن ينذر نفسه للعراق بتقديمه المقترح فعسى ان يراجع الرئيس تعنته واصراره على البقاء في الكويت، طالما أن النتيجة كانت واحدة سيان قدم المقترح أم امتنع.
ومرة أخرى اسأل هل كان الرئيس صدام حسين سيأخذ برأي اللجنة بالانسحاب من الكويت لو كان قد عُرض المقترح عليه؟ الجواب عندي كلا يقيناً.
لا علم لي لماذا استُبعد دكتور فاضل من رئاسة اللجنة . تولى سبعاوي، الذي كان مدير جهاز المخابرات، رئاسة اللجنة وكان عددها قد توسع بالتحاق عبدالجبار الهداوي ، سفير سابق، وسمير عزيز النجم، من الاشخاص الذين شاركوا في عملية إغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم، ودكتور مازن الرمضاني استاذ جامعي. وافتقدت اللجنة بهذا التوسع وأسلوب إدارة سبعاوي كثيرا من قيمتها.
لم يعد للجنة أي دور فعلي في الاتيان بمقترحات بناءة. ولم يعرض عليها قضايا لإعطاء رأي فيها. ولم يبادر سبعاوي في إثارة مسائل بذي نفع.
في 3 تشرين الأول 1990 صدر كتاب من ديوان الرئاسة بإعفاء اللجنة مع تقديم الشكر لأعضائها.
فاضل البراك