الخميس، 4 يونيو 2020

موضوع علاقتي بالدكتور فاضل البراك صباح يحيى الحمداني


                                 
فاضل البراك 


لامن العام بعد 1973
 بعد محاولة ناظم كزار الانقلابية في 30-06-1973 , اصيب جهاز الامن برمته بالتجميد المتعمّد من قبل صدام حسين 
فهذا الجهاز الذي كاد أن يقتل ويبيد العشرات من قيادة الحزب والثورة وكاد أن يطيح بالرئيس المرحوم البكر وبنائبه صدام  , تقرر تجميده وجعله شبيه بالشرطة المحلية وشرطة المرور , كيلا يصلوا مجددا الى القدرة على التشويش على الحزب والثورة .


بد الخالق عبد العزيز مديرا للامن العام  - 1973-1977
وهو  من اهالي الموصل :
وكان معاون مدير الامن العام للشؤون العامة  في زمن ناظم كزار وهو رجل وقورواداري وملتزم في اداء عمله امام مرؤوسيه في الداخلية .
وهكذا بقي جهاز الامن حتى مجيء الدكتور فاضل البراك مصاب بالشلل التام والعام . 

مدير الامن العام فاضل البراك - 1977-1984
 في الشهر الاول من عام 1977 التحق فاضل البراك  مديرا للامن العام : 
وبدا فاضل البراك  فعليا في بعث وتطوير وتحفيز العمل الامني , وعاد الجهاز يعمل بقوة وفرض حضوره في واجباته وعمله الامني ,
وكما فهنا وتوضّح لنا ان فاضل البراك كان همه الاول وديدنه مذ ان وضع قدمه في مكتب مدير الامن العام 
هو اسقاط وتحجيم وتهميش الحزب الشيوعي { شريك الجبهة الوطنية }أنذاك
وحسبما فهمنا  : ووردنا مباشر من خلال لقاءاتنا المتكررة مع البراك !
ان  صدام حسين لاحظ ان الحزب الشيوعي العراقي اخذ يمارس دورا فعالا في الجبهة من خلال اعضاءه ومقراته المنتشرة في العراق , واخذ يمارس النقد العلني ومتابعة الاخطاء في ميادين الحكم والحياة .
مما ساهم في كسب الالاف من المناصرين والمؤيدين للحزب الذي اعتبر نفسه { مراقب ومصحح لاخطاء البعث} , 
لهذا اعتبر صدام ان هذا خطر كبير سيؤدي بحزبه وتطلعاته ! فالناس والعباد كثيرا ما تهوى التعارض و مخالفة الرأي للوصول الى اهدافها وطموحاتها ! عندها قرر صدام ان يعالج استفحال هذا الامر بسحق وتحجيم الحزب الشيوعي .
                                          


فاضل البراك مديرا للأمن العام  يشهر سلاح ذبح الحزب الشيوعي !
ومع استلام الدكتور فاضل البراك مسؤوليته { مدير امن عام } عام 1977 بدأت توجيهات
 جديدة لكافة فعاليات الاجهزة الامنية للقضاء على نشاطات الحزب الشيوعي وتحجيمه بشكل اضطرادي: 

فاضل البراك يزور مديريات الامن ليحثّ على اسقاط واحتواء قواعد الحزب الشيوعي :
وبناءا على التوجيه الجديد . تلقينا زيارة منه لمحافظة نينوى في 1977 وكان بمعيته 
ضباط الاختصاص ومنهم  الملازم عبد العزيز عبد الصمد الراوي آنذاك { من ش1 وهو متخصص بمتابعة الحزب الشيوعي } في العراق , 
وبعد انتهاء فاضل البراك من توجيهاته العامة , وتحدث فيها نصا عن ضرورة السيطرة وكشف قواعد الحزب الشيوعي
على ان لا تمس قيادات الحزب الشيوعي لان هذا يقلق السيد الرئيس { احمد حسن البكر } ونريد حزب شيوعي قيادات بلا قواعد . وتولى بعد ذلك عبد العزيز الراوي باعتباره { خبير متابع } من ش1 وهي الشعبة المعنية  بمتابعة ومكافحة الحزب الشيوعي   وركّز على ضرورة الاهتمام بعمليات { التشبيك } المبرمج على كافة قواعد الحزب , وبلّغ نصا { يجب ان يكون لدينا عين او أكثر في  في كل خلية للحزب الشيوعي - لتدميرها } . 
كان فاضل البراك يزور المديريات ليعقد اجتماعاته مع الضباط آنذاك . 
                                

علاقتي شخصيا بالدكتور فاضل البراك : 
كان الدكتور فاضل البراك , يتلمس الضباط المميزين ويرعاهم , وقد لاحظ هذا من خلال لقاءاته السنوية وزياراته للمحافظات ,
وكنت خلالها .. امارس واجبات ادارة { معاونية امن الاقضية + مدربا للجودو والكراتيه } حيث قمت بتشييد قاعة مخصصة للتدريب بالامكان تدريب 40 رجل أمن , وعلى شكل دورات متعاقبة .

اول لقاء خاص ومقابلة خاصة : { مقابلاتي }
كان سكرتيره الشخصي النقيب علاء التكريتي { وهو حمداني من اهالي تكريت } تعرفت عليه مُذ كنا في كلية الشرطة
وكان يستجيب لي باي طلب ’ اتقدم به للدكتور, ويساعدني في توصيل اية طلبات جانبية !
اتصلت به  ومن خلاله ليستحصل لي على مقابلة فاضل البراك مرتين : 





المقابلة الاولى :
 كنت قد فقدت مسدسي الاميري .. وهذا يتوجب الاحالة للمحكمة واي قرار يصدر علي من المحكمة يؤدي الى تأخير ترقيتي الى  رتبة اعلى . 
وفي المقابلة لدكتور البراك, عرضت عليه الامر وخشيتي من عواقب المحكمة , فقال  لي لن اسمح بمعاقبتك , وكتب لي ورقة مذيلة بتوقيعه معنونة الى مدير الميرة { العقيد يونس الليلة } مكتوب فيها: 
يكتب للمحكمة بالعثور على المسدس المفقود , ويهدى المسدس المفقود للملازم صباح الحمداني , ويجري تسقيطه من ذمة الدائرة } 
هكذا ببساطة !
وجد الحل وامر به واغلق التحقيق وسحبت الاوراق من المحكمة ! وفوق هذا كرمّني بمبلغ مالي في حينه.



 المقابلة الثانية : 
 بالصدفة في مدينة الطب جئت لزيارة زوجتي في مدينة الطب - قسم الولادة .. وعلى باب المصعد كان البراك ومرافقيه
ولولا ان شاهدني وعرفني لما سمح  لي مرافقوه بالصعود معهم في المصعد .. 
وسألني بذكاء وتذكّر ملفت ! قال لي { ماذا تفعل هنا  ملازم صباح وهل انت مجاز } قلت له نعم وزوجتي في المستشفى فوق , فقال لمرافقه .. اذهب مع ملازم صباح ليوفروا لزوجته كل ما تحتاج } وقلت له { سيدي ماذا تفعل هنا } قال زوجتي لديها حالة ولادة { لابنه البكر انذاك } فباركت له , وقال لي بكره تعال الى مكتبي في العامة . 

وفعلا في اليوم الثاني ذهبت لمكتبه في مقر الامن العام المجاور للقصر الابيض  ,وعند السكرتير , وجدت قصاصة بمبلغ { مالي } هدية لي } ولزوجتي 
فشكرته .وعدت للموصل
                        




المقابلة الثالثة : 
طلبت  مقابلة مدير الامن العام , عن طريق  السكرتير بعد ان اتصلت به فوافق البراك  وطلب حضوري للمقر العام وحضرت وكان لقائي هو شكوى ضد { مدير امن نينوى آنذاك العقيد عبد الله احمد السلمان }حيث ادار شغلة امنية في حينه واصابة احد اصدقائي من قبل مفرزة حدود سورية باطلاقات نارية كادت ان تودي بحياته,
وعند علاج ال وكيل  في حينه .. وكان يفترض ان نقدم له كل انواع المساعدات { زاره في المستشفى ووضع تحت رأسه مبلغ 50 دينار} ومن خلال علاقاتي مع ضابط الرواتب والمالية للدائرة { الملازم هشام } , عرفت انه قدم وصلا بمبلغ مرقوم - 500 دينار .. على اساس انه اعطاها هدية للمصاب ! وهكذا تتبعت الامر ! 
هذا هو الاختلاس .. وهو ظلم ذلك الرجل المعتمد  المصاب .. يعطيه 50 دينار ويسرق 500 وهو مدير امن ! 
وذهبت الوصولات الى القسم المالي في الامن العام { لصرف غيرها }
وذهبت انا الى مدير الامن العام .. فاخبرته بالتفاصيل{ وانا شخصيا كنت قد رأيت الوصل بام عيني عند ملازم هشام }
وقلت هذا بالتفصيل  لفاضل البراك ..هل هذا عمل امني ..؟؟ 




طبعا :
 قرار فاضل البراك .. قال لي { لا تتحدث الامر لاحد } وكافئني .. وقال سابعث بهدية 1000 دينار{ للمعتمد سعيد } من هنا !
واترك الامر علي وفعلا بعد اشهر تم نقل مدير الامن العقيد عبد الله احمد السلمان الى { العمل الاداري .. في الامن العامة !}حيث لا وصولات ولا عمل امني , ولا نهب من المساعدات !!

المقابلة الرابعة :
 قدمت دراسة مُسهبة عن { الحوزة العلمية الدينية الجعفرية في النجف } معتمدا على تفاصيل دقيقة من { المرحوم } الشيخ محمد تقي الموصلي التركماني } وهو معتمد ووكيل بيت  المرجع الاعلى السيد ابو القاسم الخوئي , وكان يزورني مع { العبد  الصالح } امام حسينية الشريخان - شمال الموصل وهي من القرى التابعة لعملي الامني .. وكان كل ائمة الجوامع او الخدم والمؤذنين مرتبطين بنا ونمحنهم مساعدات مالية ,

وهكذا بدأت معرفتي بالشيخ { محمد تقي الموصلي  } من 1978.. 
ومن خلاله عملت { دراسة تفصيلية } عن الحوزة وقدمتها للدائرة والى مدير الامن العام .. وقد طلبت الدائرة الاستمرار باقامة الصلة من خلال معتمد بيت { المرجع الخوئي } واستغلال زياراته للموصل , 
وكان الشيخ محمد تقي .. يرفض اللقاء باي ضابط اخر , ويريد الاستمرار بالتعاون معي شخصيا فقط وادامة الصلة  . 
وهكذا بدأت ابعث تقارير دورية ,عن واقع المرجعية , ولماذا يسيطر عليها العجم وما هو دور وامكانية تصعيد  العرب لاستلام زمام المرجعية وازاحة الفرس وتعريبها . 
هذه العلاقة .. 
هي التي سببت نقلي في تموز 1980 الى مديرية  امن النجف .لاستمرار العمل مع الحوزة عن كثب .
فاضل البراك مع الازيديه


فاضل البراك مع امير الازيديه


اخيرا: 
قدمت شهادات عن عملي في امن النجف لفترتين متتاليتين 
ما بين 1980 و1987 , وبامكانكم الرجوع لاهم محطات عملي آنذاك وضمنتها شهاداتي . 

رائد الامن المتقاعد 1989
صباح يحيى الحمداني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق