الأحد، 8 سبتمبر 2019

مؤامرة داود عبدالسلام الدركزلي عام ١٩٦٩




مؤامرة داود عبدالسلام الدركزلي عام ١٩٦٩
..................................
أعداد : فايز الخفاجي
.................................
قال لي العقيد ( ل. د) :
أرجوك أخي فايز أرسل له هذه الرسالة : الاستاذ صلاح عمر العلي تحيه وتقدير أنا ضابط عملت مع المرحوم (فاضل البراك) أربعة عشر عام وكانت تربطني به علاقه مميزه وسمعت منه مباشره أن هنالك محاوله إنقلاب حدثت بعد الثورة وكان المرحوم فاضل من كشفها وسمعت منه أنها كانت مدعومة من إيران وحسب ماسمعت منه أن جنابكم الكريم مطلع عليها مباشره وجنابكم لكم تاريخ مشرف وذاكرة ممتازة وهذه المؤامرة لم يكتب عنها من قبل ارجو للتاريخ توثيقها كل الشكر والتقدير لجنابكم الكريم .
أكرر أنا سمعت مباشرة من المرحوم فاضل البراك ما يلي : أن البراك أحبط محاولة إنقلاب بعد الثورة حين كان ضابط أمن القصر الجمهوري أنتبه ليست محاولة عبد الغني الراوي محاوله أخرى وكان صلاح عمر العلي مطلع عليها جدا جدا.
صلاح عمر العلي يجيب :
أجاب السيد صلاح عمر العلي قائلاً :
ربما يشكل إلحاحي في سؤال السيد كاتب الرسالة الموجهة لي حرجا أو أنه لسبب يتعلق بتجربته المهنية يمتنع عن الاجابة فليس في ذلك أية أهمية ولذلك سأجيبه بواسطتكم وعن طريقكم علما بأن من السهل عليه الحصول على تلفوني وعنواني بسبب علاقاته الواسعة بالكثير من الأشخاص القريبين أو المحيطين بي .
الحادثة :

فاضل البراك مع ياسر عرفات



ففي أيام عام ١٩٦٩ طلبني الرئيس أحمد حسن البكر وأبلغني بأن مؤامرة نسجت خيوطها منذ فترة وقد وصلت إلى مرحلة التنفيذ وبطل هذه المؤامرة الوهمي هو رفيقكم المقدم فاضل البراك وأما قادتها الفعليين فهم شخص أسمه الدركزلي وعقيد عسكري لقبه السامرائي لم أعد أذكر أسمه الآن كما ذكر لي أسماء أخرى وسيبدأ التنفيذ بعد قليل من الوقت فقد فاتح هؤلاء الرفيق البراك على آثر معاقبتي له بقرار نقله إلى حماية الإذاعة والتلفزيون ومنعه من دخول بناية القصر ظنا منهم أن فاضل بهذه العقوبة اصبح هدفا سهلا لهم ففاتحوه بشكل تدريجي وبالتنسيق معي طلبت منه موافقته بهدف أختراقهم ومتابعة نشاطاتهم وأتصالاتهم وكل تحركاتهم كما أنهم من جانب اخر اتصلوا بالعقيد محمد علي سعيد - مدير الحركات العسكرية أيضا وبما ان المتآمرين طلبوا من البراك بذل جهوده من اجل كسب أشخاص لهم تأثير ونفوذ قوي ويمكنه مساعدتهم في عملية التنفيذ وضمان نجاح عملية التغيير قدم لهم اسمك كشخص ثقة ومضمون واليوم مساء ستبدأ عملية التنفيذ، لذلك اطلب منك إنتظار من سيتجه لاقتحام القصر وترحب بهم باعتبارك أحد المتعاونين معهم وللحقيقة طلبت من البكر اعفاءي من هذه المهمة لأنني لا اتقنها الا أن الرئيس ألح بشدة على لعب هذا الدور الذي سوف لا يستغرق سوى وقت قصير جدا وتنتهي مهمتك فوافقت على مضض وفي الوقت المحدد بالفعل اقتحم مدخل القصر عدد من الأشخاص مدنيين وعسكريين فرحبت بهم بداية الأمر وعند إدخالهم من قبل البراك تحدى قاعات القصر التي كانت صورة كبيرة للبكر معلقة فيها صاح واحد منهم اخلعوا صورة هذا.....فصرخت بوجهه قائلا : هل أنتم مجانين كيف تريدون تغيير نظام البعث وأنتم مجموعة من المتخلفين وماذا تملكون لتغيير نظام البعث أما تعلمون أن البعث قوي وجذوره عميقة في هذه البلاد فمن أي مقبرة أنتم قادمين ومن أي عصر من العصور المظلمة أنتم ومن ورطكم بهذه الورطة، وحين شعروا بانهم كانوا مخترقين وأن عمليتهم كانت محكومة بالفشل صاروا يتوسلون ويتخضعون،وبعد دقائق تقدم مجموعة من العسكريين البعثيين وعلى رأسهم السيد فاضل البراك فألقوا القبض عليهم وكانت في ذات الوقت قوات القصر بالإنذار أحترازا لأي طاريء وهنا وفي هذه المرحلة أنتهت مهمتي الثقيلة هذه ولا أملك أي معلومات إضافية عنها .
صلاح عمر العلي
٢١/ نيسان / ٢٠١٩
يظهر في الصورة : صلاح عمر العلي وزير الاعلام ونافذ جلال وزير الزراعة و زكي الجابر - وكيل وزارة الاعلام عام١٩٧٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق