السبت، 31 أغسطس 2019

فاضل البراك شهادة سالم الجميلي



 فاضل البراك


 





























فاضل البراك

شهادة سالم الجميلي مدير شعبة امريكا في جهاز المخابرات 
منقول من موقع سالم الجميلي
يتناول بعض المؤرخين لاحداث الحقبة السابقة الكثير من المقالات والشهادات عن قضية اعدام مدير جهاز المخابرات العراقي الاسبق المرحوم فاضل البراك في العام ١٩٩٢ بتهمة الخيانة كما اشيع في وقتها .
هذه التهمة لم تقنع الباحثين عن حقيقة اعدام البراك ولم تحسم الاجابة عن التساؤل المطروح ، هل من الممكن لمدير جهاز مخابرات صدام حسين ان يخون ؟ .
كان البراك ذكيا جدا ومحترفا وفنيا بامتياز .. في عهدة تم اقرار منهجية عمل جهاز المخابرات وكانت بمثابة (دستور) عمل الجهاز وتم انجاز نظام معاملة المعلومات ونظام ادارة المصادر و تحديد الصلاحيات للمفاصل القيادية في الجهاز بشكل دقيق و تحول الجهاز الى مؤسسة امنية رصينة .

في الواقع ان اعدام البراك الذي اشغل الكتاب والمؤرخين لم يكن بسبب الخيانة انما كان نتيجة زلة لسان اثناء التحقيق معه كانت تخفي خلفها موقفا ناقدا من احتلال الكويت .
من المعروف ان علاقته البراك مع مدير الجهاز الذي جاء بعده كانت متوترة وكان احد اسباب التوتر هو قيام البراك بتنفيذ توجيه صارم من الرئيس باستئصال نفوذ كل من برزان التكريتي وسبعاوي ابراهيم الحسن من جهاز المخابرات اثر خلاف عائلي لهما مع الرئيس علما ان سبعاوي الحسن شغل منصب مديرعام مكافحة التجسس .
...
كانت علاقة البراك مع صباح الخياط القضية الاساسية التي تم اعتقال البراك بموجبها ألا ان تهمة التخابر مع جهات معادية لم تثبت ضده انما دافع عن تلك العلاقه بأعتبارها لعبة استخبارية مزدوجة مارسها وفقا للصلاحيات المخولة له بهدف تظليل مخابرات معادية وهو امر طبيعي في عمل الاجهزة الاستخبارية حتى وان تضمنت تسريب وثائق او معلومات سرية للغاية و اكد البراك انه اتخذ من علاقته مع صباح الخياط قناة لتظليل جهاز مخابرات معادي اثناء فترة الحرب العراقية الايرانية.

بعد فحص طبيعة الوثائق المسربة ومحتوياتها من معلومات لم يتمكن فريق التحقيق من اثبات دليل ادانه ضده انما توصل المحققون الى( قناعة ما ) بان القضية كانت بالفعل عملية تظليل مقصودة كما ادعى البراك في التحقيق ..

على اثر فشل الاتهام الاول فتح مع البراك ملف تحقيق آخر ...هذا الملف يتعلق بكيفية حصول البراك على دار فخمة في المنصور..
تلك الدار كان يملكها رجل عراقي ثري اراد بيعها بسعر مرتفع .. كان للبراك رغبة في شراء تلك الدار لكنه لا يمتلك المبلغ الكافي لشرائها و في نهاية المطاف اشترى الدار وكان لدى فريق التحقيق شبهة حول عملية الشراء بالرغم من ان صاحب الدار لم يقر بوجود أية عملية ضغط او ابتزاز ضده ....
بعد ان انتهى التحقيق في ملف الخيانة بدأ التحقيق مع البراك في موضوع الدار وبعد ممارسة ضغوط واستفزاز والحاح من المحققين ثار غضب البراك وقال (( بعد ان انتهينا من تهمة الخيانة فتحتو علينا قضية {المهجوم ،، يقصد البيت } .. شجلبتو بهذا المهجوم ... هو العراق مهجوم من شماله لجنوبة ( بسببكم ) ( يقصد احتلال الكويت} ... اعتبروا هذا المهجوم واحد من الاهداف الهجمتها اميركا على راسنا )).
وصلت هذه العبارة الى الرئيس صدام حسين ولم يشأ تصديقها .. فطلب من فريق التحقيق ان يرسل له التسجيل الصوتي لجلسة التحقيق فاستمع الرئيس الى التسجيل بنفسه وكانت تلك العبارة كافية للحكم على البراك بالاعدام .

قد يتسائل البعض عن سبب عدم ذكري لهذه الحقيقة في لقاء تلفزيوني لي مع د حميد عبدالله عام ٢٠٠٩ .. اقول .. لقد نقلت ما كنت قد سمعته من أحد المحققين في قضية البراك وما تداولته اوساط الدائرة بعد اعدامه مباشرة، اما هذه الحقيقة فقد عرفتها قبل سنة ووجدت من المناسب نشرها للتاريخ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق